درسنا في التاريخ زمان (لما كان الكتاب والتربويون هم الذين يؤلفوا كتاب التاريخ مش السياسيين والمقاوته) إنه كان ياما كان٬ كان في حاجه اسمه (مثلث حضاري) يربط الشام ومصر والعراق واليمن.. وطبقا كلنا نعرف ونسمع عن الحضارة الآشورية والسومرية والبابلية والفرعونية والسلبية وفي هادي الأوطان العربية لكن اليوم صار هادا المثلث عبارة عن مثلث (حصاري) بالصاد مش بالضاد. وتقدروا تراقبوا بأنفسكم هادي الأحداث السياسة اللي غيرت ثقافة وبنية وفكر الشعوب اللي حاصرتها بقضايا سياسية رخيصة واشعلت النار في تاريخها وآثارها والتكوين أو المحتوى الفكري والعقائدي للمجتمعات هادي.
المثلث دا اتكسرت أضلاعه يوم عجز العرب عن صناعه قوميتهم وقبلوا بسياسيه الغرب اللى فرضت عليهم الحدود الجغرافية اللى تفصل مجتمعاتهم عن بعض٬ وهذا الفصل في الحدود تبعه بروتوكولات وقوانين ودساتير مستقلة ومختلفة عن بعض٬ تبعها اختلاف في رؤية كل شعب من الشعوب دي للشعب الآخر.
واليوم وبعد اشتعال فتيل حرب العراق وثورات الربيع العربي أصبح المثلث دراما أخدته الرياح لمزبلة التاريخ إلى الأبد. وطبعا في منكم من با يعترض ويصيح ويبقبق له بكلمتين وبا يعمل نفسه أبو العريف وبا يستحضر التاريخ على طريقه البللوره والمصباح السحري وبا يودينا البحر ويرجعنا ناشفين مش ضميانين (خلوا بالكم انه محد يشرب من البحر)! المهم أني طرحت وجهة نظري هنا من هذا المنبر الإعلامي وأقول إننا شعوب ما تستخدم وتستهلك إلا جزء السفلي من الجسد! هكذا وبصريح العبارة والعفو منكم ومح يزعل مني. نحنا قبلنا نكون شخشيخه بيد أمريكا والعالم الأوروبي من زمان٬ بعد ماطردناهم من أوطاننا وأخرجناهم صاغرين٬ هم ما روحوش يرقدوا زينحنا٬ روحوا يخططوا ويضيعوا استراتجيات جديدة للاستعمار٬ فاستعمرونا بشكل حضاري٬ استعمروا الشعوب فكريا عبر الإعلام وأجهزة الاتصال والتواصل الاجتماعي٬ واستعمروا حكامنا سياسيا وجغرافيا واقتصاديا وحتى عقائديا ودينينا٬ ولو كان واحد بس من هؤلاء الحكام طلب من الله يصلح سريرته وبطانته ويلهمه رشده ويهديه سواء السبيل ما تأخر الله عن استجابة دعوته لأنه يقول في كتابه الكريم (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض... ) أيه (٦٢) سوره النمل. بس للأسف باعونحنا وباعوا مصيرنا وفي الأخير ما قتلتهم إلا أسيادهم وحصائد يداتهم.
