ثلاث سنوات من المخاض الثوري ولدت تسوية يقودها فخامة الرئيس/ عبد ربه منصور هادي، رئيساً توافقياً في مهمة تاريخية تمهيد للمستقبل المنشود والدولة الضامنة للمواطنة والحريات، في مهمة تصويب الحال والحفاظ على الثوابت والاستحقاق الثوري والوطني، حامل ثقل الزمن وسنوات عجاف من العنف والظلم والتعسف والقهر، قاد بكل جداره حواراً وطنيا، بل يمكن وصفه مواجهة حقيقية بين الظالم والمظلوم وبين المستبد والمقهور، كانت مصارحة تاريخية، ودراسة عميقة لجذور مشاكلنا، أنتجت مخرجات علمية ونظرية من صلب الواقع بما يلبي قناعات الشريحة الأعظم وطموحات وآمال الثوار، فكفك بمهارة بؤر العنف وحقول الألغام والنفوذ والفساد، بدأ شعورها بالخطر بهيكلة القوات المسلحة لتكون ذات طابع وطني لتقليم مخالبها وتجريدها من القوة التي تلوح بها من حين لآخر، وزادت رعبا بالعدالة الانتقالية لتحقيق العدالة الاجتماعية، وكان التحالف الشيطاني للانقلاب، وثلاث سنوات عجاف في حرب عبثية في محاولات القضاء على كل تلك المخرجات ونتائج التسوية بالقضاء على الرئيس شخصياً.
كان في فوهة المدفع، وقدم التضحيات من ذويه والخيرين من حوله، بحنكته وقدرة المولى عزا وجل والأخيار من أبناء هذا الوطن تمكن من النجاة ليواصل مشواره النضالي ليضع مخرجات الحوار على منصة التطبيق الفعلي، ولازال يناضل ولازالوا يعيقون نضاله، بأدوات متشعبة مختلفة الشكل تحمل نفس الهدف والنوايا، للرئيس حنكته بالتحديات والصعوبات التي تعترض طريق النضال في تفكيك بؤر العنف وإطفاء حرائقها، التعامل بعقلانية لإخماد تلك البؤر، متجنبا تزايد حدة الانفجارات والتصدع، محافظا على ما تبقى من لحمة وطنية واجتماعية، يتجنب ما لا يحمد عقباه حاملا أدوات البناء ورأب الصدع وترميم الشروخ، استدعاء الجميع بكل أطيافهم، وللأسف كانوا يحملون معاول الهدم، وأهدافهم الأنانية الضيقة ومشاريعهم الصغيرة.
البعض حيث لا يدرك خطورة ما يقوم به لم يستوعب مهمة الشرعية بقيادة فخامة الرئيس، المهمة التاريخية في رسم خطى المستقبل والحفاظ على وحدة وسلامة الأرض والإنسان وهويته بحيث لا ضرر ولا ضرار، تلك هي القوة الحقيقية للشرعية، لا يمكن أن تساوم بها، ونسمع أصوات تناديه بالمساومة ونرى الضغوطات التي تمارس على الأخ الرئيس للتراجع عن الهدف المرجو، ضغوطات خارجية إقليمية ودولية، هو يدرك جيدا أن الرضوخ لهذا الضغوطات انتحار لصالح تلك المؤامرات، كانت داخلية وخارجية، يعلن بكل ثقة انه سيوصل المهمة ليصل بالوطن لبر الأمان.
كل جهد صادق ترافقه الكثير من السلبيات، وللحرب ظروفها، وللمرحلة تحالفاتها، وما يرافق الأداء من إخفاقات، وأدوات فاسدة، وقوى أنانية لا تفكر بغير مصالحها، جرب إشراك كل القوى لجانبه في إتمام المهمة، أشرك الحوثيين وقدم لهم الفرص على طبق من ذهب ليكونوا حزب سياسي وقوى فاعلة في المجتمع، أبو إلا أن يكونوا كما هم، مليشيات عنف وانتهاك وفكر كهنوتي ضال وقوة إرهابية وفاسدة،تركهم ينكشفون على حقيقتهم، حتى تعروا وعرف القاصي والداني نواياهم وأهدافهم، هم اليوم في أسوء حالتهم بعد أن تفكك تحالفهم وانكشفت عوراتهم، هذه هي حكمته في مواجهة قوى العنف والنفاق، وهكذا يتعامل مع بعض المسيئون في الجنوب، بمبدأ اتركهم يعبرون عن ما فيهم، ليعرف الناس حقيقتهم، أن كانوا خيرا فهو مفيد وان كانوا شرا فعليهم، والنتيجة واضحة والصورة ابلغ من أن نعبر عنها ببعض كلمات، تلك هي السياسة الحصيفة والعقلانية في مواجهة الطيش والتهور، وردود الأفعال المسيئة.
لمن راهنوا على فشل الشرعية، اليوم ماذا سيقولون عن الانتصارات المتلاحقة في كل الجبهات، بفضل الله والمناضلين الأشاوس من الشمال والجنوب، رجال الجبهات والموت، بعيدا عن الشعارات والمنصات والصراخ والعويل واستثمار المقاومة والقضية لأغراض شخصية وسلطة زائلة، ها هي اليوم الشرعية تمتلك جيش وطني وقدرة على مواجهة التحديات، وما يحدث في المناطق المحررة عبث سينتهي بمجرد ما تضع الحرب أوزارها وترسى الدولة الضامنة للمواطنة والديمقراطية والانتخابات الحرة والنزيهة ليقول الناس كلمتهم الفصل في مستقبله بعد ان عرفوا حقيقة كل القوى على ارض الواقع.
والتاريخ لا يرحم يدون أحداثه وسينصف الصادقون ويكشف المنافقون، والنهاية الحتمية هو انتصار الحق الدولة الضامنة للحريات والمواطنة هدف كل غيور ووطني محب لهذه الأرض الطيبة لتلبي قناعات وطموحات الشريحة الأعظم من البسطاء.