راح ابن اليمن٬ راح الابن البار الذي غنى للوطن (أمي اليمن)... راح أبو أصيل٬ أبو بكر سالم٬ صاحب الصوت الرخيم والحنجرة الذهبية والمشاعر الملتهبة والنبض الوقاد.. راحت قامة فنية عملاقه اختزلت الإحساس اليمني في رحم نبره صوت تاريخيه كانت تضاجع سهدنا وتسامر أرقنا ولازالت تداعب مشاعرنا وتجزفنا إلى فضاء ذكريات عذبه مشحونة بالأماني.
تستأهل اليمن برك وبركل غائب بجسده وحاضر بقلبه وإحساسه وعميق مشاعره٬ اليمن ولادة رغم سياسات الإقصاء والإبعاد والفوضى المعتمدة من الخارج والداخل. و يستأهل الخبر والتقدير كل إنسان يمني غادر للبحث عن (وطن فكري) وما نسي وطنه وانتمائه وهويته الحقيقية. أتمنى من كل طائر يمني مغرد على أغصان الوطن العربي اليوم أن يغرد للوطن اليمني ويلهب أحاسيس الشعب تجاه وطنهم الذي يعيش أسوأ الفصول في كتاب تاريخه٬ أتمنى من محمد عبده وأحمد فتحي وأروى وبلقيس وأصيل وفؤاد عبد الواحد والجيلاني والعزكي.... وغيرهم ممن لم تحضرني أسماؤهم٬ ممن سامقوا نجوم الأرض وممن لم يزالوا في فضاء الكلمة الهادفة واللحن الأخاذ٬ إلى كل هؤلاء: الوطن اليوم بحاجه لرفع رايته في الداخل والخارج٬ وخلوا كلماتكم سارية عملاقه٬ أنيقة٬ رشيقة تحمل أغانيكم الذائبة في حب اليمن إلى كل أنحاء الدنيا....
ارجع لابو أصيل٬ مدرسة الطرب اليمني العريق المطعم بالشجن٬ بغيابه با يغيب الهوى العذري النقي اللي صاحب مشاعرنا زمان ولليوم كمان.
قرأت بعض الصفحات من تاريخ حياته وعرفت أنه مارس السياسة الوطنية بشكلها الايجابي اللي هدفها الدفاع عن التراب الوطن وبعدها غادر حضرموت إلى السعودية٬ الشقيقة الكبرى لليمن٬ وهناك أطرب مسامع العرب كلهم٬ هو (يرحمه الله) أب حنون٬ ومربى رائع٬ اجتهد في إدخال السعادة على قلوب الناس عبر فلسفه الدان الأصلية. دا ابن اليمن٬ صوت حضرموت الأصلية اللي غادر الوطن عشان يلاقي بيئة فكرية تحتضنه٬ بيئة ثقافيه تحتويه٬ منصة صادقة٬ مؤمنة بالموهبة التي تسكن كيان هذا الإنسان الرائع. (أبو أصيل ) الله يرحمه كان قامة عملاقه في الوطن الأحاسيس المرهفة٬ دافئ٬ خلوق ٬ صبور٬ عاشق لجمهوره٬ عشان كذا با تعيش أحاسيسه مرافقه لنا٬ لأنه وصلتنا وخالطت أفراحنا وأحزاننا وذوبت جبال الجليد اللي كانت بيننا وبين الناس كان (أبو أصيل) سبب في تواصلنا معهم زماااان قبل الأولاد والمسؤوليات والهمة والهدم----- الله يرحم أبو أصيل ويجعل مثواه الجنة.