قليلون هم أولئك القادة الذين يجود بهم التاريخ الذين يجمعون بين القدرات العالية والنجاح المبهر لإدارة دفتي السلم والحرب معاً، قد يبدع آخرون في إدارة مشروع الحرب ليفشل في إدارة معركة السلم أو العكس، لأن طبيعة كل منهما تتناقض مع شروط النجاح في إدارة النقيض، لكن الله سبحانه وتعالى يمنح قلة قليلة من البشر قدرات خاصة تتعامل بكفاءة واقتدار مع الشيء و نقيضه لكنها تعطي لكل حدث حقه وحديثه وتضع أدوات الفعل الصحيح، حيث يجب أن توضع ومن مسلمات التأريخ الثابتة أن استفحال الكوارث التي تحل على الشعوب هي عندما تدار بقيادات لا تحسن استخدام مقتضيات الوقت وضرورات المرحلة وتقدر مصالح أوطانها العلياء وحاجات شعوبها الملحة ومشاريع أوطانها الجامعة على ما دونها من المصالح الضيقة والمشاريع الصغيرة والنزوات السياسية،القيادات الفاشلة تاريخيا هي تلك التي تعلن الحرب، حيث الحاجة للسلام و تقدم غصون الزيتون، حيث ينبغي أن تتقدم أصوات البنادق وهدير المدافع ولله در القائل:
وضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السيف في موضع الندى
المتابع المتخصص لحركة ونشاط قيادات الشرعية يجد أن الفريق الركن/ علي محسن صالح- نائب رئيس الجمهورية، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة- يدير دفتي السلم و الحرب معا بكفاءة عالية واقتدار مميز وعندما يقف الباحث على هذا الاستنتاج بمنهجية علمية وبشكل موضوعي فإنه بمجرد أن يستعرض بإيجاز، نشاط وحركة الرجل ويقيم الأداء السياسي والفعل الحربي لهذه الشخصية الوطنية، بعيدا عن أي مواقف مسبقة ووفقا لمخرجات الواقع لقيادات الشرعية وهو أحد الفاعلين الرئيسين فيها سيجد أن الفريق/ محسن يقف حيث تقف المصلحة الوطنية العلياء ويدور حيث تدور حاجة الوطن يخوض المعارك و يشد من أزر المقاتلين الأشاوس في محاور وجبهات القتال يحمل بندقيته ويعلي من سلاحه كأي جندي محترف يعشق الشهادة ويتفانى في حب الوطن ينسى وضعه السياسي وموقعة القيادي في قمة هرم الدولة و يروقه بشكل مذهل غبار المعارك و يصدق فيه قول المتنبي:
أعز مكان في الدنا سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب
ليس في قاموسه السياسي الانتصار للأنا أو تضخم العظمة، معشوقته اليمن وحسب، يحب من أجلها ويبغض فيها ويعادي في سبيل عزتها و كرامتها ويصادق من أهداها الخير و السلام...
هذا الرجل مدرسة في الوطنية و أيقونة في العمل الإنساني.
حفظ الله اليمن الولادة من كل سوء و مكروه.