قمر 14 "ثورة أكتوبر" عبدالخالق عطشان في تقويم اليمن الجمهوري أيام وطنية وشعائر تدل على الحرية والكرامة وليست أياماً لتخليد أئمة البغي ولا لتحنيط دعاة الكهنوت السلالي، وإنما أيام نقشها اليمنيون في رقيم المجد وجسورا بنوها بأشلائهم وصنعوا بجماجمهم معارج عليها يظهرون للعز والسؤدد. لم يكن يوم 14 من أكتوبر 1963 يوما عابرا في التاريخ ولا ورقة انتزعها المناضل راجح غالب لبوزة من التقويم الميلادي، وإنما هو يومٌ صدحت باسمه بندقيته ورددتها بنادق إخوانه المناضلين من شمال الوطن وجنوبه، والذين هبوا من كل جبل وسهل ليقطعوا ذراعا من أذرع الإمبراطورية التي قالت عن نفسها أنها لا تغيب عنها الشمس؛ غير أنها أفلت وتوارت إلى غير رجعة واستحال عليها الإشراق في بلد أشرق أبناؤه شموسا ليبددوا ليل المستعمر ويمزقوا أستاره. لقد كانت الأقدار على ميعاد ف26سبتمبر و14اكتوبر قدران من أقدار الله للشعب اليمني الذي استجاب لهذا القدر لإرادته للحياة الكريمة فانفض اجتماع ثوار 26سبتمبر و 14اكتوبر وأقروا إسقاط طغيان الحكم الإمامي في صنعاء على أن يعقبه إسقاط حكم المستعمر المستبد في عدن، فحينما علت هتافات نصر ثوار 26سبتمبر في صنعاء كان قمر 14 أكتوبر قد اكتمل نوره ليشرق في 1963 من على قمم ردفان ويعم نوره بندر عدن وبقية جنوبنا الحبيب. إن ثورة 14 أكتوبر لم تكن ثورة مقيدة بزمان أو مكان وإنما ثورة متجددة متقدة متوقدة ستمضي لتوقف كباح كل مستعمر وتلجم أطماعه فمستعمر اليوم وإن علا صوته فإنما هو زبدٌ أقيم على أساس الماء وشجرة خبيثة مالها من قرار في بلد سل سيف الحق وقطع أوصال الباطل البريطاني وغيب شمسه للأبد، وما كان لمستعمر اليوم ولا لأذياله وعملائه الخلود إلا في قعر الذل وستظل روح راجح لبوزة هي الروح التي يستمد منها أبناء 14 أكتوبر روحهم الثورية والنضالية، وماعداها من روح وإن ادعت الثورة والنضال، فإنما هي روح تتزود وقودها من محطات العبث والفوضى من خارج الجسد اليمني ويوما سيتوقف وقودها وتقذفها رياح الحرية في مكان سحيق.
عبد الخالق عطشان
قمر 14 ثورة أكتوبر 936