في إيران يتم تصنيع قوارب البغي والتمرد والطغيان والتمرد من أشجار العنصرية والعصبية والطائفية وهي أشجار تتعاهدها الملالي الإيرانية بالعناية والاهتمام بل أنها أقامت مراكز ومؤسسات لتطوير وهندسة هذا المنتج ليتواكب مع أطماعها في المنطقة. لم تكتف إيران بإنتاج قوارب الانقلاب بل إنها تنتج أيضا قراصنة لقيادة هذه القوارب عملت على تربيتهم وتعليمهم على أقبح أنواع التمرد والطغيان والإبحار بتلك القوارب على بحار من دماء الشعوب والتجديف بأشلائهم. في القارب الانقلابي السلالي والذي يقوده قراصنة الإمامة والذي جرى إعادة تأهيلهم وتحديثهم في طهران قراصنة آخرون -تحالفوا وركبوا القارب الانقلابي طمعا في المغانم وانتقاما من آخرين- لم يمسكوا دفة الانقلاب لكن أدوارهم توزعت في تنظيف الأشرعة ورفعها وحمل الوقود إلى غرفة الاحتراق والنفخ في ذلك الوقود لزيادة سرعة القارب ودوام إبحاره. ضربت العاصفة القارب الانقلابي وتمزقت أشرعته وتهاوت صواريه واضطرب القارب ويشرف على الغرق وفقد القراصنة الحلفاء أعمالهم وأدركوا غرق القارب فألقوا بأنفسهم إلى البحر وهناك تعلقوا بطوق النجاة والذي أُلقي إليهم ليسحبهم قباطنة سفينة الشرعية والذين هم على تواصل بهم قبل إلقائهم بأنفسهم من قارب الانقلاب المتهالك. سفينة الشرعية هي الملاذ الآمن لكل قرصان تخلى عن قرصنته وانظم إليها ليكون بحارا ثم قبطانا صالحا نافعا يُكفّر عن سيئاته والتي قضاها في قارب الانقلاب ويستبدلها بحسنات مع الشرعية في الخدمة لوطنه وأمته وليس أعظم من خدمة للوطن سوى القضاء على الانقلاب وكل مسبباته بصدق وإخلاص وتعاون مع كل الشركاء في الشرعية. وحدها قيادة الشرعية من تُحَوِل القرصان الانقلابي إلى قبطان معها أو تصنع منه قرصانا على ظهر سفينتها إذا ماأدركت أنها تقود دولة لاستعادة مقوماتها (الأرض والشعب والحكومة) وإعادة تموضعها على جغرافيتها وفوق ثراها التاريخي وممارسة سلطتها وفرض هيبتها وبسطها للنظام والقانون على الجميع لا أن تكون جمعية للمؤلفة قلوبهم فتعيد تدويرهم بمايحملون من عصبية سياسية أو حزبية أو قبلية ووصلهم بالعطاء فيما آلاف من أسر الشهداء والجرحى يعانون من العوز والحاجة والتهميش والمن والأذى ومثلهم من الكفاءات هم أولى بالتكريم والتقدير لِقدم ودوام تضحياتهم مع الوطن واعادة شرعيته. للتأكيد فإن الشرعية ليست حكرا على حزب أو جماعة ولا يحق لها أن تغلق أبوابها في وجه من يفر إليها من جحيم الانقلاب أو أن تعرض عن استيعابهم والإحسان إليهم وإنما بالعكس لكل مَن هرب مِن جحيم الانقلاب حق الترحيب و الاستيعاب والتكريم لكن بالقدر الذي لايكون استنزافا من استحقاقات آخرين كان لهم شرف السبق والصدارة في الوقوف مع الجمهورية مع أول رصاصة إماميه أطلقت إلى جمجمتها.
عبد الخالق عطشان
قرصان الانقلاب وقبطان الشرعية 957