تعد المناسبات الوطنية التاريخية المفصلية في حياة الشعوب محطات مهمة لتعميق الولاء الوطني واستلهام عبق الذكرى لتوحيد جموع الشعب حول القيم الجامعة والتزود بجرع وطنية عميقة تستلهم تضحيات وأدوار عظماء الأمة عبر مراحل نضالها الطويلة. جاءت كلمة الأخ المناضل الفريق الركن/ علي محسن صالح- نائب رئيس الجمهورية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة- في احتفالية الذكرى الواحد والخمسين لعيد الاستقلال الثلاثين من نوفمبر المجيد بمحافظة مأرب، تجسيدا حيا لتلك المفاهيم العظيمة ورافعة مهمة لإحياء روح الانتماء الوطني وبعث الروح النضالية في شباب الوطن ومد جسور التواصل النضالي بين الأجيال.. ولقد حققت تلك الكلمة التاريخ جملة من المفاهيم ورسمت لوحة متكاملة عن جلال المناسبة واتساقها مع الراهن الاستثنائي الذي تمر به اليمن ويمكن قراءة ذلك من خلال المدلولات الوطنية والقيمية الآتية:- أولاُ:- ترسيخ قيم الحرية والعدالة والمساواة وهي القيم الإنسانية الجامعة التي ترتكز عليها الأمم الحرة في إرساء حضارتها وتشييد نهضتها وإقامة فريضة الاستخلاف في الأرض، حيث استهل الأخ/ النائب كلمته بواحدة من أقدس آيات القرآن الكريم التي تنفي أدعاء الارتباط السلالي بالنبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وبحديثه الشريف الذي يرجع الأصل البشري إلى عدالة المولى جلت قدرته بالمساواة والحرية لكل بني البشر وترسيخ هذا المبدأ الإسلامي الأصيل الذي تؤكده نصوص الشرع الحنيف القطعية الثبوت والدلالة كدين خاتم رحمة للعالمين. ثانياً:- تأكيد عظمة الحدث ورمزية صناعه ومناضليه تطرقت كلمة الأخ النائب إلى عظمة الحدث وقددسية المناسبة في حياة الشعب اليمني العظيم ومكانتها في قلوب كل أحرار الوطن باعتبارها ملحمة وطنية عملاقة سطر فيها اليمانيون في سفر التاريخ المشرق واحدة من أهم نضالهم الوضاءة في مسيرة الحركة الوطنية المتصلة والممتدة لقرن ونيف من عمر الزمن والتي توجت تلك الملاحم العظيمة بتحرير البلاد وأجلاء المستعمرين وتحقيق حرية واستقلال اليمن من خلال تضحيات تلك الكواكب المضيئة للأجيال المتعاقبة من الفداء والبذل في سبيل الوطن اليمني العظيم ولقد كانت لفته كريمة وإشارة رائعة ذات بعد قيمي وأخلاقي.. ابتدأ الأخ النائب كلمته بالترحيب أولاُ بالمناضل السبتمبري الثوري اللواء/ أحمد قرحش، كرمز من رموز الثورة اليمنية الواحدة، ومكانة تلك الثلة المباركة في وجدان ومشاعر الأخ نائب رئيس الجمهورية. ثالثاً:- التأكيد على محورية المكان وتميز ونوعية الحضور وذلك من حيث إقامة الفعالية ذاتها في محافظة مأرب كرمز حضاري وتاريخي لكل اليمنيين وهو ما أكدته كلمة الأخ النائب، مستعرضاً ما تقوم به المحافظة وأهلها من احتضان لكل أبناء اليمن وتضميد جراحاتهم في هذا الظرف القاسي الذي يعيشه الوطن، مشيداً بمستوى أداء السلطة المحلية والأجهزة العسكرية والأمنية في حفظ الأمن والاستقرار وهي دلالة عميقة على واحدية الثورة اليمنية ولقد كان أيضاً للحضور النوعي والمتميز وطنياً واجتماعياً وسياسياً لكوكبة وطنية من المناضلين والوزراء والمحافظين والمسؤولين والقيادات العسكرية والأمنية والسياسية والاجتماعية من كل محافظات اليمن وربوعه، بما يجسد اللحمة الوطنية حول قيادة البلد الشرعية وتمتين عرى الوحدة الوطنية رابعاً:- تناول القضايا الوطنية برؤيا ثاقبة ومعالجات جذرية.. من خلال استعراض المخاطر التي تحيط بالبلد وأهمها الحرب المفتوحة في جميع المجالات والتي تديرها وتمارسها المليشيات الحوثية الإيرانية والتي دمرت البلاد وأرعبت العباد وقضت على جهود اليمنيين في بناء الدولة الوطنية العادلة وبناء يمن الحرية والعدالة والتقدم وقدمت كلمة الأخ النائب المعالجات الجذرية والناجعة لليمن والمتمثلة في استعادة الدولة وعودة السيادة للشرعية الوطنية وتحقيق السلام العادل والشامل والمستدام وفقاً للمرجعيات الثلاث الوطنية والأممية والدولية المتمثلة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والمبادرة الخليجية والياتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وعموما قدمت الكلمة برنامجاً وطنياً صادقاً ومتجرداً بما يخدم الوطن ويحقق العدالة والمساواة ويحفظ الأمن والاستقرار ويعزز من مكانة اليمن الإقليمية والدولية ويحفظ الأمن والاستقرار والسلم الدولي في واحدة من أهم مناطق العالم حيوية وإستراتيجية.. حفظ الله اليمن من كل سوء ومكروه
علي محمود يامن
الفريق / محسن.. مد جسور التواصل النضالي بين الأجيال 988