الذي يحتفل بيوم الولاية لا يمكن له أن يتفاوض حولها. يعتقد عبدالملك الحوثي بأن الولاية السياسية قد حسمتها الإرادة الإلهية لصالحه هو وسلالته من قبله ومن بعده. اليوم حين تتحدث أدبيات المشاورات وأطرها العامة عن الإجراءات السياسية والدستورية في تسليم السلطة والقوة وإجراء الانتخابات فإنها لا تعني لعبدالملك الحوثي سوى شيء واحد هو مناهضة أهل الأرض لحكم السماء، وتمرد الناس عن تطبيق الشرعة الإلهية في تخصيص الحكم وتعيينه في جينات مقدسة أنتجت مما أنتجته الحوثي وأبناء عمومته. هذه المشاورات لا تعني لرجل احتفل بالأمس بذكرى تنصيب جده ولاية الأرض حقا سماويا له ولعقبه من بعده؛ لا تعنى سوى ملهاة في السويد يرعاها كافر ويحضرها منافق. طبيعة عقيدة الولاية التي يؤمن بها الحوثي تعني أن المشاورات الحالية كسابقاتها لن تفضي إلى أي اتفاق ما لم يكن استسلام جميع الأطراف وتقديم قرابين الولاء لشاب أمرد اختارته السماء حاكما أزليا ولو أبى غريفيثس. هذه العقيدة الفاسدة ليس من أدوات مواجهتها السياسة والدبلوماسية، لكن استئصال شأفتها في أرض المعركة العسكرية ثم الفكرية والفقهية والدستورية.
د. عمر ردمان
الولاية من السماء وليس من السويد 847