الحرب كلها كانت ضد الثورة السورية، الفرق أن السعودية والإمارات أميركا خاضوها من الوجهة المعاكسة خلف الثورة وبين صفوفها.. كان هذا واضحا من البداية وكتب عنه كثيرون.. كانت الثورة السورية بحاجة إلى المال والسلاح النوعي، لكن السعودية وأبوظبي صبت لها بدلاً من ذلك، المتطرفين بعد ان جمعتهم من اصقاع الارض المختلفة الآن تتكشف حقيقة المواقف والمواقع بوضوح وعلى الملأ.. سبع سنوات والرياض وابوظبي تدعي أنها تمد يدها للمظلومين، وفي النهاية تقف فوق أوجاعهم ومدنهم المدمرة وتضع يدها بيد القاتل. يعترفون بالقاتل وينكرون المقتول. يجدون المساحة المشتركة مع الظالم ويعطون ظهورهم للمظلوم العالم كله وقف ضد السوريين ومع قاتلهم المؤبد بالحديد والنار هذا التكالب الواسع ضد المظلومين والمقهورين والموجوعين في سوريا وبلدان الربيع العربي سيكون وقودا لموجة قادمة، لن يكون بمقدور أحد التنبؤ بطبيعتها ولا التحكم باندفاعها. الله وحده يعلم أي جيل يتشكل تحت هذه الحوافر الوحشية العائدة لتصذمنا في بداية القرن الوحد والعشرين قرن يتجاور فيه الانترنت مع الوحشية الهمجية للأنظمة، وتتداخل فيه المعلومات والتقنية الحديثة مع إنكار المجازر والإبادة الجماعية المشهودة.
مصطفى راجح
الحرب ضد الثورة السورية وحقيقة مواقف الخليج 995