_ قدّم ناشط حوثي نصيحة لقيادته على هذا النحو: "هل نسيتم أن جنّة المشائخ منازلهم؟". جاءت هذه النصيحة في تعليق حول ما يجري في حجور. "جنة المشائخ منازلهم" هو العرض السياسي الذي قدمه عبد الملك الحوثي لليمنيين، بمن فيهم الرئيس هادي وقادة الأحزاب وكتّاب الرأي. وُضع هادي تحت الإقامة الجبرية وخاطبه قائلاً: فخامة الرئيس. وضع الصحف تحت الإقامة الجبرية، ثم أغلقها لعدم الحاجة إليها. داهم مقر الحكومة ووضع رئيسها "بحاح" تحت الإقامة الجبرية وتودد إليه بـ"معالي رئيس الوزراء". يعيش مشائخ كبار الآن في جناتهم مستجيبين لنداء "الحاكم": قروا في بيوتكم مثل الشيخ ناجي الشائف. وضع الجميع تحت الإقامة الجبرية، وتبادل السبايا والرهائن العبارات المتفائلة التي تصف هذا المشهد الصعداوي بـ"الأمن والاستقرار". قالت خطبة شهيرة لأبو علي الحاكم: "القبيلي يقعد في بيته". حتى صالح، الشريك، وضعه الحوثي تحت الإقامة الجبرية وتدلل إليه بـ"الزعيم" في كلمة مسجّلة. فر هادي فأصبح خائناً ولاحقته محكمة صنعانية بحكم بالإعدام.. أما صالح الذي حاول القفز على أسوار جنته، في لحظة سأم، فقد سمع من أبو علي الحكم ذلك التعبير المهيب: "من كبر راسه كبر واثقله راسه.. خلي راسك على ما هوه". سرعان ما سقطت رأس صالح الثقيلة في مشهد عامر بالعظة والعبرة. "السيد حنِج [رؤوف] باليمنيين، راجم بنفسه في الجروف، في الشعاب، من أجلهم" قال أبو الحاكم مخاطباً رجال القبائل، ووعدهم بأن "السيد" هو من سيدافع عن كرامة اليمنيين. كل حركة لا يأذن بها السيد هي محاول للخروج من البيت، والقبيلي جنته بيته، تماماً مثل الشيخ ناجي الشائف.. يحقق الحوثي دالته السياسية والأمنية على هذا النحو: "جنة القبيلي بيته". على أن يكون حاصل جمع كل تلك الجنِان هي جنة الحوثي، في الأخير. لا تخشَ على نفسك في دولة الحوثي، عليك فقط أن تقر في بيتك مثل الشيخ ناجي الشائف، أن لا تحاول أن تكون "كبير قوم" كما فعل صالح، أن تترك لما للحوثي للحوثي وما لله للحوثي. هو الملك، وجنتكم منازلكم. و" من أغلق على نفسه الباب فهو آمن" ..
مروان الغفوري
قروا في بيوتكم مثل الشيخ ناجي الشايف 1417