الحرب- التي فرضتها العصابات الحوثية المتمردة على اليمنيين-، تتسبب في مآسٍ متداخلة وأوجاع وجروح غائرة تتعدد فيها أسباب الموت وأشكاله.. الجريمة مركّبة ومستمرة؛ الجاني فيها والمجرم واحد، هو العصابة الحوثية التي أدخلت اليمن في هذه الحرب المستعرة. بعيداً عن ضحايا المعارك ومجازر القتل والقصف؛ والقيد والفيد؛ والتفجير والتهجير؛ والتخوين والتخويف، فقدنا ولا نزال- خلال هذه الحرب- رموزاً ورجالاً من عِلية القوم وأكارم الناس.. من ودّعنا نتيجة المرض وتدهورت حالته الصحية؛ لم يتمكن من الحصول على العلاج وتكاليفه وعجز عن دفع قيمة فاتورة الدواء أو لم يستطع السفر للعلاج في الخارج لقلة الزاد وانعدام الراحلة وقيود الانتقال. آخرون فقدوا مصادر الدخل وعجزوا عن تدبير أقوات عوائلهم وحوصروا داخل منازلهم وتضاعفت همومهم وتدهورت صحتهم تحت ضغوط القهر والفقر ليقعوا فريسة موت مفاجئ بجلطة دماغية أو سكتة قلبية. الفجائع والمواجع تترى؛ من كل اتجاه وفي كل وجهة.. بيانات النعي وبرقيات العزاء تملأ الآفاق.. قاتلٌ ملعون يتربص باليمنيين؛ يخطف أرواحهم ويختطف حياتهم. الأم التي لم تمت بقذيفة غادرة، تموت بذبحة صدرية.. الأب الذي لم يمت في سجنه تحت التعذيب؛ يموت بصاروخ عشوائي يدمّر منزله أو مدينته. الشاب الذي لم تقتله رصاصة قناص آثم في الحارة يتوقف قلبه بحادث عارض أو بعوادم مولد كهربائي. الطفل الذي لم تخطف روحه عبوة ناسفة في المدرسة أو يسرق قدميه لغم أرضي في الطريق أو المزرعة، يكون ضحية للسل والأمراض القاتلة. تتعدد الأسباب والحوثي واحد.
أحمد شبح
تعددت الأسباب والحوثي واحد 1070