بعد انقلاب 21سبتمبر 2014م، تمدد الانقلابيون نحو المحافظات.. الحديدة، ذمار حتى وصلوا إب في منتصف أكتوبر، ثم حاولوا التمدد إلى تعز ولكن تعز- بكل قواها السياسية الحية والبعض في السلطة المحلية- رفضوا دخول الانقلابيين تعز وتم حراك شعبي مجتمعي يرفض دخول الغزاة إلى تعز، وتكلل ذلك في لقاءات حزبية مع السلطة المحلية.. وخرج الجميع بقرار بأن تجنب تعز دخول المليشيات الغازية وتوّج ذلك باجتماع للسلطة المحلية مع الأحزاب والقوى الاجتماعية حضره قائد المنطقة الرابعة اللواء/ محمود الصبيحي- حفظه الله وفرج عنه- وأعلنها صريحة بأن تعز لا يمكن أن تدخلها أي قوة غير قوة الدولة... وفي 20مارس 2015م، فوجئت تعز بتدفق المليشيا الغازية إليها وإلى عدن، مخالفة بذلك، كل ما تم الاتفاق عليه من تجنيب تعز الصراع وكان ذلك يوم جمعة.. وإذا بتعز في اليوم الثاني تخرج بمسيرة مليونية تتحرك نحو مقر المليشيا في الأمن المركزي وإذا بالمليشيا تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين ويستشهد ويجرح العشرات ولكن المتظاهرين- رغم الشهداء والجرحى- صمدوا واعتصموا واستمرت المسيرات يوميا.. وبعد لقاءات من الأحزاب مع السلطة المحلية تم الاتفاق بالعودة إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل 20مارس.. ومقابل ذلك ينتهي الاعتصام من أمام الأمن المركزي إلا أن المليشيا لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه وتبيّن أن قيادة المؤتمر الشعبي وحزب الحق في ذلك الوقت، كانت مباركة ومشاركة ما حدث وإذا بالمليشيا تفاجئ الجميع بتمددها نحو التربة في 24مارس 2015م ولكن أبناء التربة والحجرية كانوا لها بالمرصاد، فخرجوا بمسيرة حاشدة واجهتها المليشيا بالرصاص الحي واستشهد أربعة من المتظاهرين وجرح البعض ولكنهم استمروا في مظاهرتهم حتى طردوا الغزاة وأخرجوهم أذلة صاغرين... ومن يومها ظلت التربة والحجرية، الحضن الدافئ لتعز وشريان الحياة، بفضل الشهداء والجرحى وصمود أبنائها الشرفاء الأحرار.. لقد كان دخول المليشيا إلى تعز 20مارس هو الفيصل لأبناء تعز من يقف مع تعز ومن يقف ضدها مع المليشيا الغزاة، وإذا بألوية الجيش وقوات الأمن والتي ظلت تعد المحافظ/ شوقي هائل _والذي كان موقفه مع تعز_ بالوقوف مع تعز، تنكث كل وعودها وتنقلب وتنضم مع مليشيا الانقلاب، ليجد أبناء تعز الأحرار أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه، فالجيش والأمن والسلطة المحلية- إلا ما رحم الله- أصبحت كلها مع الغزاة الانقلابيين، ويومها قلنا لبعض قيادات المؤتمر اليوم سيسجل التاريخ من يقف مع تعز ومن يقف ضد تعز، فسخر البعض منهم منا.. وبعد كل المحاولات في تجنيب تعز الصراع والحرب والدمار إلا أنهم أصروا استكبروا وأعلنوا الحرب على تعز.. ومن هنا كان لابد لأبناء تعز الشرفاء الأحرار ومن جميع القوى السياسية والاجتماعية الحرة والتي تؤمن بحقها بالحرية والكرامة والدفاع عن نفسها وكرامتها ومدينتها ومحافظتها، أن تعلن المقاومة الشعبية مع الأحرار من الجيش والأمن الذين رفضوا الانقياد لمليشيا الانقلاب.. ومنذ ذلك اليوم وحتى اليوم وتعز تقاوم ومستمرة وها هي اليوم تعيد للدولة مكانتها فيتكون الجيش والأمن وتعود السلطة المحلية ومؤسسات الدولة ويتحمل الجيش مسؤولية استكمال التحرير والأمن في تأمين المدينة والمحافظة والسلطة المحلية بعودة مؤسسات الدولة.. ومن هنا ندعو كل المغرر بهم والذين وقفوا ضد تعز وأهلهم.. عليهم العودة إلى رشدهم وإلى أمهم تعز ولنقف جميعاً ضد الانقلاب وضد الفكر الحوثي العنصري السلالي الإمامي الفارسي المتخلف، فتعز باقية مادامت السماوات والأرض والانقلاب إلى زوال ولنقف معاً مع الثورة والجمهورية والحرية والكرامة ضد الإمامة والملكية الكهنوتية المتخلفة التي تريد العودة بنا إلى ما قبل 1962م وليكن شعارنا "كلنا تعز، وحزبنا تعز وكلنا اليمن وحزبنا اليمن" .. والنصر قريب بإذن الله تعالى (ألا إن نصر الله قريب..).. الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والمختطفين والمجد والنصر لليمن.....
عبدالحافظ الفقيه
الانقلاب زائل وتعز باقية 1408