معركتنا مع الحوثي كمنقلب على مسار تغيير وتحول منشود لدولة اتحادية ضامنة للمواطنة وتستوعب الجميع بما فيهم الحوثي, خمس سنوات والمعركة في كر وفر, رغم ما تحقق من انتصارات للشرعية, ومن الحين والاخر نجد انتكاسة في بعض الجبهات, لها اسبابها ودوافعها, نحتاج لوعي وشجاعة لتقييم صريح مؤسسي ومهني وعلمي للمعركة . في خضم المعركة تبرز بعض التحديات, واليوم نواجه تحدي الشائعات والمكينة الاعلامية التي تستهدف معركتنا , لتجرها مجرى خبيث بعيدا عن مسارها الوطني, شائعات وكم هائل من الاكاذيب والمناكفة والنكاية بالخصوم, لتدمير تحالف المعركة ضد الحوثي, اليوم المتابع للأحداث ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية والصحف التي تمونها تلك الاطراف, لنفس الهدف جر مسار المعركة بعيدا عن الهدف السامي الدولة الوطنية التي تحقق تطلعات الجنوب قبل الشمال, المبنية على القيم والمبادئ التي تمثل تطلعات الناس في المواطنة والحرية والعدالة, وحق تقرير مصير الامة ليكن الشعب هو صاحب الارادة الحقيقية في حسم كل الخلافات وحق تقرير المصير, وهذا معناه ان البلد سينتقل لمصاف الدول الديمقراطية والنهضة والتقدم وتجاوز كل الخلافات والصراعات, وهناك من لا يريد للبلد التعافي, يسعى ليبقى اليمن مريض متناحر , مستثمر التناقضات القائمة والمرضى والمصابون من اسئ الماضي العفن . في كل انتكاسة تبرز الاصوات المتطرفة لتروج لحلولها, الطائفيون يجرونا المعركة طائفيا, تخدم الحوثي, معركة بين دولة الخلافة والإمامة, وكلاهما يرفضان التعايش معا في دولة تستوعب كل المذاهب والطوائف, وهكذا اصحاب المشاريع الصغيرة, برزت اصوات اليوم لتعلن عن اكتشافها ان المعركة بين شمال وجنوب, مناطقيا من حق الشرق ان يرفض الغرب, اذا استند للماضي وتراكماته وماسيه, ماضينا مثخن بالجروح, اذا فتحت لن تتوقف عند جغرافيا, بل ستضيق الحلقة, اليوم نرفض مشاريع الاستناد للماضي, لان الماضي سيجر كلا لمعركته الانتقامية, الحل المبني على ذلك, حل جاهز يدفع لتوصيف المشكلة ما يناسب هذا الحل, دون ان يضع للدولة اهمية, جوهرها, شكلها, ومنظومتها السياسية, تلك امور تخصه بعد ان يستلم السلطة, المطلوب مننا ان نكون وطنيين في وجهة نظره للوطنية الذي هو فيها القائد ونحن الرعية, نسيده كانتقام من الاخر, نخاطبه بسيدي ومولاي و ولي امري, له الطاعة, وعلينا الخنوع, وننسى تطلعاتنا وتضحيات المناضلين, والمشروع الوطني الذي سيجمعنا في وطن يستوعبنا . من سخريات هذا الزمن البائس, ان مثل هولا مصدر خيباتنا, وهم ايضا الصراخ والعويل الذي يوشوش على معركتنا الوطنية, الجبهات التي صمدت لأربع سنوات, وهي تتصدى للحوثي, بدعم محدود, وحصار متعمد, بعض الجبهات تفتقد للإمداد العسكري, واي دعم لها يصادر تحت مبررات سخيفة, باعتبارها جبهة شمالية لا تعني هولا و الجنوب, بل بعضهم يعتبرها جبهة خصومه السياسيين, ويعتبرهم ارهابيين, في سلوك غير حضاري ولا مهني في معركة مصيرية ضد انقلاب على تسوية وتحول لدولة منشودة فيها الجنوب كيان مستقل السيادة والارادة, القضية لهولا ليست السيادة ولا الارادة, القضية هي السلطة التي هم فيها المتسلطون, وهم من يقرر السيادة لمن والارادة لمن . شتان بين قادة حركات تصون البلد وتحصنه من الاطماع بترسيخ الوعي لدولة وطنية تضمن المواطنة والحرية والعدالة, وبين سياسيين يتنازعون السلطة قبل أن يؤسسوا لدولة وطنية في بلد منهك حرب . ومن المفارقات عندما تنهك تلك الجبهات وتحدث فيها كر وفر, نسمع صراخ وعويل تلك الكائنات التي تشكك بكل شيء, وتقلل من جهود ومواقف الاخرين وصمودهم ونضالهم المستميث لحماية الارض والعرض, تريدهم ان يحموا ظهرها وهي عبث بالأرضي المحررة و تطعنهم باستمرار من الخلف, و والله في خلقة شئون .
أحمد ناصر حميدان
تنازع السلطة في معركة الوطنية 1225