إلى الشعب اليمني شمالاً وجنوباً.. قيادة وأفراداً.. تحية جمهورية مليئة بحب اليمن وبغض الإمامة.. كنت أيام الحوار الوطني في ورشة نقاش للمكونات السياسية اليمنية في برلين ألمانيا، وكان ممثلو الحوثي (الصماد وحسين العزي وحسن زيد والعجري..) يحاولون استمالة إخوانا الجنوبيين الموجودين في الورشة، ومنهم (الزوكا- رحمه الله- والعطاس ومكاوي والجبواني وناشر وو..).. ويؤكدون لهم أن لا غرض ولا طمع لنا في الجنوب وأنهم مع القضية الجنوبية ووووالخ من المغالطات والأكذوبات الحوثية الممجوجة، فصدقهم بعض الإخوان وظن أن مشكلة الحوثي ومطامعه قاصرة على الشمال? فلما كنا في الاستراحة كنت أناقش مجموعة في ذلك.. فوجهت كلامي للمهندس حيدر العطاس.. فقلت له: لا تصدقوا الحوثيين عبدالملك الحوثي يطمع في الجنوب أكثر من الشمال .. فقال: ما أظن.. فقلت الأيام بيننا وإذا لم نستوعب جميعاً الخطر. فسترى شاصات الحوثي تلوي في عدن?.. وفعلا حصل ما حصل.. لأن كل المكونات الشمالية والجنوبية لم تستوعب خطر الكهنوت الإمامي القديم المتجدد، وانشغلت ببينياتها عن الحية الحوثية مغترين بملمسها، حتى لدغت الجميع، وأيما لدغ كان.. لكن أثبت أبناء اليمن عموماً والجنوب خصوصا أنهم أحرار ورفضوا الحوثي وقاوموه وعرقلوا مشروعه رغم الرعاية الدولية والتغذية الخارجية له . وتم دحر الحوثي من كل الجنوب وكثير من الشمال. بل لاحقه أبطال الجنوب إلى أقصى الشمال. ولقنوه درسا لن ينساه . والحوثي يدرك خسارته وانتكاسته الكبيرة العسكرية والمادية. مع انتحار مشروعه الكهنوتي برفض الشعب اليمني له بصورة لم تعهد من قبل في تاريخ صراع اليمن مع السلالية والكهنوت فهو أضعف اليوم في اليمن من أي فترة كان فيها من ذي قبل ولولا حبل من العم سام في استوكلهوم لهوى في مكان سحيق لكن ما يغذيه ويمد في حياته التعيسة هو خلافات اليمنيين بينهم لا سيما المكونات السياسية الشرعية على وجه أخص وغيرها بوجه أعم . واليوم تعود مكنة الإرجاف وأبواق تضخيم الحوثي بتفريق وإشعال الخلاف بين اليمنيين وبتخذيلات في الشمال وتخديرات في الجنوب كل ذلك لتمرير مشروع الحوثي في الشمال وإرجاعه إلى الجنوب مثقلا بمطامعه السياسية وأحقاده المذهبية وانتقاماته الشخصية.. ولتحقيق ما قاله عبدالملك الحوثي للمبعوث الأممي جمال بن عمر: ?الشمال في قبضتي والجنوب سأقاتل لأخذه حتى آخر جندي معي? فعلى اليمنيين شمالا وجنوبا شرقا وغربا مهما اختلفت توجهاتهم ومشاريعهم السياسية أن يدركوا أن أكبر خطر عليهم وعلى مشاريعهم وعلى حاضرهم ومستقبلهم هو وجود المشروع الحوثي في اليمن والتساهل به ومعه وله. ?فصراع اليمنيين مع الحوثي صراع وجود لا نفوذ. بينما اختلافات اليمنيين وتباين مشاريعهم اختلاف نفوذ لا وجود. وعلى قيادة الشرعية وقيادة الجيش الوطني استشعار المسؤولية وتجاوز مرحلة الركود والنوم وتسافد الفساد. ولتشتعل الأرض نارا تحت الحوثيين في كل جبهة والانطلاق من متطلبات الشعب اليمني وتطلعاته لاستعادة دولته وتحرير أرضه دون توقف في أو لإشارة قريبة أو بعيدة مع دعممة وطنانة مطبقة حتى تحرير كامل اليمن وتطهيره من رجس الحوثي.. عند ذلك ستأتي دول العالم إليكم بدل أن تلهثوا وراءها فالعالم مادي لا قيمي لا يحترم إلا القوي ولا يعرف إلا المصلحة.. ورحم الله الشهداء وشفى الله الجرحى ونصر الله الأحرار وخذل الله الأعداء واعلموا أن النصر مع الصبر وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
عبدالوهاب الحميقاني
رسالتي ! 686