إلى أين يمضي بمصر هذا القهر لرئيس منتخب وسحقه في السجن؟! مصير محمد مرسي المأساوي يراد له أن يكون صورة لقتل الأمل بتحول ديمقراطي كان هاجس المصريين والعرب وهم يثورون على حكامهم المؤبدين في 2011. لكن تاريخ مصر والعرب يقول لنا إن هذا طريق مسدود.. هذا التغول سيكون وبالاً على بلداننا ومجتمعاتنا العربية.. إذا كان القمع قد فشل في اجتثاث الخصوم في الخمسينات والستينات عندما كان نهجا لأنظمة الاستقلال القومية ومشروعها الحي آنذاك وشعبيتها وتوجهاتها الوطنية.. فكيف له أن ينجح الآن ومن يتبناه نهجاً له نظام هو صورة بائسة لأنظمة القمع السابقة، نظام مفلس وخال من كل مضمون وطني وقومي واجتماعي، نظام لا شيء يستره ولا حتى شكل وخطاب صوري! لقد أطاح هذا الوأد للتجربة الديمقراطية التي أنتجتها ثورة يناير في مصر بفرص عديدة، أهمها توفير مسار ديمقراطي لتجاوز معضلة الإسلاميين.. وضع صعود مرسي، الاخوان أمام مسارين: إما التحول الفكري وإدارة الدولة وفق الأولويات التي يقررها المجتمع ومصالحه وطموحاته، وبالتالي التخلي عن الشعارات الدينية الزائفة المستخدمة سياسياً، أو التمسك بالشعارات الجوفاء وبالتالي الفشل والنهاية. لكن الثورة المضادة صادرت هذه الفرصة أمام مصر وأعادت الإخوان إلى مربع المظلومية، وأعادت مصر إلى وضع أسوأ من ذاك الذي عرفته قبل ثورة 25 يناير المغدورة. الطمأنينة والسلام والرحمة للرئيس المصري الوحيد في تاريخ مصر، المنتخب ديمقراطياً الذي صعد للرئاسة بأغلبية قررتها الإرادة الشعبية للمصريين لا القوة والعسف.
مصطفى راجح
إلى أين يمضي بمصر هذا القهر لرئيس منتخب وسحقه في السجن 902