تقسم الإمارات اليمنيين في جنوب اليمن إلى قسمين: الموالون، ويصبحون هم الشعب الجنوبي الحر المعارضين، وسيطلق عليهم إما إخوان مسلمون أو شماليون. ثم تدفع الجنوبيين الموالين لقتال الجنوبين غير الموالين بذريعة قتال الإخوان المسلمين. ثمة صحيفة اسمها الأمناء.. مجموعة من أنصاف الصحفيين. تغطي تلك الصحيفة كل اشتباك جنوبي - جنوبي بوصفه صراعا ضد مرشد الإخوان المسلمين، حتى عندما يقتل مسلحو الضالع مسلحي أبين تقول تلك الصحيفة إن المعركة كانت ضد الإخوان المسلمين في مأرب، وأنها تأتي ثأرا للجنوب! هكذا شاهدنا الدراما الأخيرة: هجوم النخبة الشبوانية على اللواء ٢١ الذي يشكل العوالق الشبوانيون قوامه، وصفته الصحيفة بأنه استهداف لجيش القائد العسكري للإخوان المسلمين المقيم في السعودية! أدارت الإمارات دراما شبيهة في شمال اليمن من قبل. كان الحوثيون يدمرون كل شيء في طريقهم وكنا نسمع: الحوثيون يهاجمون الإخوان المسلمين. كان سقوط المحافظات يسمى سقوط الإخوان، وحذرونا كثيرا من إدانة حصار الحوثيين لصنعاء لأن ذلك سيعد دفاعا عن الإخوان المسلمين. (.. من سيقول إن ذلك لم يحدث) انتهت لعبة الإمارات الشمالية إلى تصدع مشروع الجمهورية اليمنية ربما إلى الأبد. وها هي الدولة ذاتها تعيد اللعبة نفسها في الجنوب. الشيطان لوحده يعلم المصير المفزع الذي ستؤول إليه هذه اللعبة المخيفة والمجربة. وها هو كلامنا سيوصف بأنه دفاع عن الإخوان المسلمين (إخوان مسلمين في شبوة؟) ملحوظة: بعد فراغ الليبيين من أداء أول انتخابات برلمانية جاءت الإمارات بالجنرالات الفارين والمهزومين ودفعتهم لشن حرب في كل ليبيا ضد كل ليبيا، وضد كل من ساند الانتخابات وإنحاز لها كآلية حكم. وصفت تلك الحروب بالقول إنها معارك ضد الإخوان المسلمين. سألت صديقاً ضليعاً في المسألة اليمنية، وهو سياسي كبير: أين تمضي بنا الدنيا؟ أجاب: وجدت الإمارات أوادم رخاص في الجنوب، وعثرت إيران على بشر رخاص في الشمال، كلهم مستعدون لفعل أي شيء مما لم يخطر على بال الدولتين. لا تحلم أي دولة ذات نوايا استعمارية بمثل هذا الصيد السهل والرخيص، وهي حقيقة تجعلني يائسا. مروان الغفوري
مروان الغفوري
تقسيم الإمارات اليمنيين في جنوب اليمن 1092