ما يجري في محافظة مأرب، عبارة عن بروفةٍ لجس النبض، ومن خلال جس النبض، يتأكد الحوثي وحلفاؤه من جاهزية العملاء، والخلايا النائمة، والمزروعة، وأهلية المتشفين، والمنشقين، والأغبياء، والزنابيل، ومعرفة سياسة السلطات في مأرب، وحزمها من تساهلها. "ما أشبه الليلة بالبارحة".. هكذا كانت بداية تساقط مدننا الواحدة تلو الأخرى.. وحتى لا نبكي اليوم على الموجود كما بكينا بالأمس على المفقود، فإن أملي من محافظ مأرب بالذات، ألا يعالج التمرد بنفس الطريقة التي كانت تُعَالِج بها سلطات صنعاء تمرد الحوثي، من بداية ٢٠٠٤ وحتى سقوط العاصمة. وأملي من التحالف، والرئاسة، والمسؤولين، والأحزاب، والإعلاميين والسياسيين، والعسكريين، والقبائل والدعاة، والشباب، والنخب، وكافة المواطنين، ألا يكون موقفهم من التمرد في مأرب، موقف المتفرج، أو المحرض، أو المتشفي، كما كان موقف أكثرهم في حروب صعدة، وحتى احتلال صنعاء، والذي بسبب هذا الموقف الأحمق، وقع الفأس في رأس الجميع! وإنني أستغل هذا الحدث الخطير، فأرسل قصيدة الشاعر والقائد/ نصر بن سيار التي أرسلها إلى الخليفة/ مروان بن محمد الأموي، يحذّره من تمردٍ في أطراف دولته قادم من الفرس على يد بني العباس.. أُرسل تلك القصيدة كما هي بكل حروفها وحُرقتها وصدقها للأخ المحافظ سلطان العرادة، وأرجو ألا يتساهل بها سلطان، كما تساهل بها مروان، فتجتاحهم دولة مران كما اُجْتِيحَت دولة مروان!.
أرىٰ تحت الرماد وميض جمر.. ويوشك أن يكون له ضرامُ
فإنّ النار بالعودين تُذكىٰ.. وإن الشرّ مبدؤُهُ كلامُ
فإن لم يطفها عقلاء قوم.. يكون وقودها جثث وهامُ
وقلت من التعجب ليت شعري.. أأيقاظٌ أميّة أم نيامُ
فإن يَقظت فذاك بقاء مُلكٍ.. وإن رقدت فإني لا أُلامُ
وإن يك اصبحوا وثووا نياماً.. فقل قوموا فقد حان القيامُ
ففرّي عن رحالك ثم قولي.. على الإسلام والعرب السلامُ
حفظ الله مأرب وأهلها ومن نزل فيها، وجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن..