القوات الإماراتية الحقيقية هي الأحزمة الأمنية الموالية لها. أما قواتها الموجودة في اليمن " جنودها " فهي رمزية. هي لديها أسلحة في اليمن وهي ربما تسحب قواتها الرمزية من الجنود الإماراتيين وتبقي الأسلحة في حوزة الجماعات التي أنشأتها ومولتها ليكون ولاؤها حصرياً لها. وبذلك لن يتغير شيء لأن نفوذها وتحكمها في المناطق التي انسحبت منها سيستمر عبر هذه الجماعات الموالية ولاء أعمى لها ولتوجهاتها. ومن أجل هذا يتم استكمال ترتيب المناطق عبر محاولات إنشاء مجلس عسكري في الساحل لتحقيق هدفين: تثبيت الولاء في الساحل التهامي وحتى باب المندب للإمارات ليضاف ذلك إلى المجلس الانتقالي في عدن والأحزمة الأمنية، وهي كلها تشكيلات منتظمة تحت القرار الإماراتي وتخدم مصالح إلامارات ولا علاقة لها بالشرعية إلا كغطاء لا يملك القرار ولا القدرة على تنفيذه. وثانياً يحقق تشكيل المجلس العسكري هدف فصل ألوية العمالقة عن المنطقة الرابعة في عدن تمهيدا لدمجها في التشكيل الجديد ذو الولاء الإماراتي الخالص، وتقليص المنطقة الرابعة الخارجة عن سيطرة الحزام الأمني والمجلس الانتقالي في عدن، تمهيدا لتفكيكها وتصفيتها. وسيتم ذلك في جولة تصعيدية متوقعة، إذ سيخفف الانسحاب الصوري للإمارات من مسؤوليتها عن أي تصعيد للمجلس الانتقالي، أو أن هذا التصعيد سينبني على هكذا تقدير. فمالم يتم في حضور الإمارات سيتم في حضورها غير المباشر كنفوذ. بناء التشكيلات ذات الولاء الخالص تم لهدف. وربما أن إعلان الإمارات انسحابها يحمل بين سطوره قولاً مغايرا مفاده أن الصفحة التالية قد بدأت الآن وحان الوقت لأن يقوم المجلس الانتقالي بالتصعيد المفتوح للخروج من مربع " السلطة الموازية " إلى إعلان نفسه كسلطة بديلة للشرعية في الجنوب، ومحاطا بالمجلس العسكري كحزام عازل عن الشمال.
مصطفى راجح
القوات الإماراتية الحقيقية هي الأحزمة 966