هناك مصيبة أصبنا بها ولم يعزنا فيها أحد، رغم أنها عندي أكبر من مُصابنا في أهلنا وأولادنا، ألا وهي مصيبتنا في قيادة دولتنا ومسؤوليها الذين بسبب تقصيرهم وضعفهم وهشاشتهم باتت اليمن بكلها مجالس عزاء وكل يوم هناك مصيبة جديدة تحل على رؤوس شعبنا اليمني. مصيبتنا اليوم ليس في فقد ولد أو أخ وإنما في فقدان وطن وموت ضمير القادة وتفكك بنية الدولة، فهل إذا فتحت مخيم للمجابرة باتواسوني أم أنكم تعتبرون أنفسكم جميعاً مصابين وترون أنه من الأفضل أن كل واحد يعزي نفسه بنفسه في بيته أو مقر عمله..؟! بكل صراحة كل فقد يهون إلا فقد الدولة وهيبتها وشرعيتها وسيادتها ومؤسساتها. كل شيء ممكن يصبر على رحيله إلا الكرامة والتي للأسف باتت تمتهن وبات اليمني يشعر بالهوان داخل وطنه وخارجه لأنه ليس له دولة حقيقية تحميه وتدافع عن حقوقه. ولذلك على من بقي فيهم ضمير من القادة السياسيين والعسكريين والأمنيين والمشايخ والعلماء والإعلاميين والتجار وكل مقتدر، عليهم جميعا أن يبدأوا بتوحيد الجهود لتصويب المسار وإنعاش الدولة، ففي ذلك حياة للجميع ونصر للوطن وهزيمة لكل خائن ومتخاذلٍ وجبانٍ وفاسدٍ وانقلابي.
الحسن بن علي ابكر
مصيبتنا في قيادة دولتنا 1019