لم تصل بلادنا إلى ما وصلت إليه من أوضاع مزرية وحروب متعددة وصراعات بينية وتهجير للمواطنين من داخل محافظاتهم، ونهب لممتلكاتهم وإهانة لكرامتهم بسبب شخص أو مسؤول واحد أو اثنين وإنما بسبب ضعف وجبن وتخاذل الغالبية العظمى من قيادات الدولة والأحزاب والسياسيين والعسكريين ووجهاء المجتمع والعلماء وغيرهم من القيادات العاجزة والخائرة والمستسلمة بل والخائنة لوطنها ودينها. ليس الرئيس هادي ولا نائبه فقط سبب ما تمر به الشرعية والحكومة من ضعف وإنما كل نخب المجتمع التي لم تشد عليهم ولم تقف معهم موقفاً رجولياً صادقاً ومخلصاً، فالقائد بدون رجال أوفياء شداد وصادقين لن يصنع المستحيلات ولن يستطيع فكفكة كل هذه العقد وحل المشاكل التي تعصف بالوطن. أين أعضاء مجلس النواب الذين انتخبهم الشعب اليمني قاطبة..؟! أين أعضاء مجلس الشورى الذين هم بالمئات ويمثلون أغلب شرائح المجتمع وأطيافه السياسية..؟! لماذا كل هذا الصمت المريب والمخزي..؟! كونوا شجعاناً واخلعوا جلباب الخنوع وشدوا همتكم وحددوا موقفاً واضحاً وصريحاً مما يجري واضغطوا على القيادة وكونوا معها من أجل اليمن التي أكلتموها لحماً وريمتموها عظاماً للكلاب والعصابات ولا تجرؤن على نهرها بكلمة. لا نقول لكم، توجهوا إلى الجبهات وقاتلوا من أجل وطنكم ومناصبكم، فأنتم أجبن من ذلك للأسف الشديد، ولكن على الأقل كونوا حراساً أمناء لظهور الأبطال في الجبهات واحموا البسطاء الذين يتعرضون للويلات من قبل مليشيات الأحزمة الخارجة عن القانون والدستور الذي أقسمتم على حمايته والعمل به.