ظهر طارق متلعثما يدافع عن الانتقالي. كان مذلاً ومهاناً وهو يقول ما ينبغي له أن يقوله مثل قوله، انهم في الشرعية لم يقبلوا بالانتقالي وأقصوه! يتحدث عن شرعية طردت من عدن ولم يسمحوا لها بالتنفس وحوصرت حكومتها في معاشيق خمس سنوات ثم كرشوها بالمرة خارج عدن، وفرضوا أنفسهم بخطاب انفصالي وممارسات عنصرية مستمرة من خمس سنوات... وقلك أقصوهم! بدا طارق مرتبكاً وتائهاً وفي حالة يرثى لها. أحداث عدن وضعته في الزاوية. لم يجرؤ أن يتفوه بكلمة الوحدة إنصاع لداعميه الإماراتيين وهو يتمتم: كيف تحاربون التحالف الذي آواكم ونصركم ودعمكم... التحالف، ويقصد الإمارات، أصبحت الإمارات إلهه الجديد، ومصلحتها وأهدافها مقدسة حتى لو تناقضت مع مصلحة اليمن ووحدتها وسيادتها واستقرارها.. قال إنه لا يعترف بالشرعية وأضاف: شرعيتنا هي بنادقنا، مكرراً إياها وهو يدق على مسدسه ثلاث مرات.. وهو بذلك لم يفحم أحداً سوى نفسه .. فهذا قول صريح أنه وقواته ميليشيا لا تنضبط بأي إطار سياسي ودولتي وطني. وفي جملة استدراكية قال إن الشرعية هي مجلس النواب! غافلاً عن أن هذا المجلس نصفه في صنعاء ونصفه معلق في الخارج مع هادي قال إن الشرعية لم يقبلوا بالمؤتمر وأقصوه... مع أن المؤتمر ثلاثة، واحد في صنعاء ومع سلطتها، وآخر في دبي ومع توجهاتها، وثالث مع هادي الذي لا يعترف به طارق.... فأي مؤتمر يقصد؟! كان سيكون مفهوماً لو قال إنهم لم يقبلوا بتشكيله الساحلي، ولم يعترفوا به! ويقروا به كتشكيل نظير لانتقالي عدن.. الخلاصة بدا طارق مشتتا مثل مؤتمر أبيه، وعالقاً بين طرفي التحالف وبين صنعاء وعدن ومأرب، يريد تمويل الإمارات، وحيازة شرعية الشرعية باسمه، ووراثة المؤتمر ومجلس النواب بخطاب شاحب مُلقى في الفراغ، وخواء شبيه بعودة مهزوم في طريق لا يعرف معالمها ولا يمتلك مساراتها وليس في حوزته ما يمكنه من عبورها. خطابه كان محاولة تهدئة لجنوده وهم يرونه وقد غدا مكشوفا في جبهة تسعى لتقسيم اليمن. كان أفضل له على الأقل أن يتوارى ويصمت مثل إبن عمه أحمد، الذي التزم الصمت، واكتفى ببيان يحيي فيه الوحدة اليمنية في 22 مايو من داخل أبوظبي، إذا نظرنا له من زاوية صدوره من ورقة مهمة تمسك بها أبوظبي، يكون حالة محترمة مقارنةً بما تفعله بقية أدوات الإمارات التي تم تفعيلها على الأرض في عدن والجنوب والمخا والساحل.
مصطفى راجح
طارق متلعثما يدافع عن الانتقالي 949