خسر اليمنيون رهانهم على التحالف في تطلعاتهم وطموحاتهم , تطلعات اليمنيون فوق مستوى وادراك التحالف , كمنظومات لا تفقه معنى الدولة الضامنة للمواطنة والحريات والعدالة , بل لا تطيق مصطلح الجمهورية والديمقراطية , وتمقت الثورة الشعبية كهاجس يضج مضاجع الاسر الحاكمة فيها . اليمن بلد الحضارة والتاريخ العريق , لدية ارث ثقافي وسياسي , وتجارب لها وعليها في الديمقراطية والمؤسسات التشريعية والدستورية , بلد جمهوري , يحيط به انظمة ملكية اسرية استبدادية متخلفة عن العصر ومتغيراته . لا وجه للمقارنة بين اليمن ودول الاسر الحاكمة التي تعبث بأمن المنطقة وسلامة اراضيها , لا يمكن للأمارات ولا السعودية ان تستوعب الديمقراطية والتعددية والاحزاب السياسية , ولا المواطنة ولا الحرية ولا العدالة الاجتماعية , كل ذلك منعدم انعدام تام في سياسة وانظمة تلك البلدان الديكتاتورية التي تديرها اسر وعصابات , تستنزف ثرواتها , وتبددها في مراهنات طائشة ومتهورة , وتزج بها في مؤامرات تضر العرب والعروبة والاسلام والانسانية , ونهضة وتقدم الامة. نحن اليمنيون اليوم نعاني الامرين من طيش وصلف وتهور تلك الانظمة , وبالتحديد من عصابة محمد بن زايد , الطفل الذي يعتقد ان اليمن ملعب لمراهناته الطائشة , هذا الطفل يشعل نيران الفتن في بلدي اليمن , وستحرقه كما أحرقت غيره من الطائشين والمتهورين الصغار الذين تجرؤ على مارد اليمن ذات يوم . كل العناوين التي يعلن عنها التحالف من استعادة الشرعية ومحاربة الارهاب , كانت فوق مستوى وادراك تلك العقليات الطفولية من تلك الاسر التي تبنتها ,و كشفت لنا حقيقة تلك الانظمة , وبرهنت دون شك انها مجرد عصابات ومافيات بعقلية طفولية تراهن على كسر ارادة اليمنيين لتطويعهم لأجنداتها الخائبة . وقعوا في شر اعمالهم امام مارد اليمن العصي على التطويع وكسر الارادة , وجعل العالم المتحضر والانساني يتحدث اليوم عنهم كبذرة خبيثة تتسلق شجرة طيبة اسمها اليمن في جزيرة العرب . واهم من يعتقد ان الامارات ستترك اليمن يقيم دولة عادلة , بعد تورطها في جرائم انسانية لا تسقط بالتقادم , معركتها اليوم كما اعلنوها في بيانهم , هي معركة الدفاع عن النفس , ضد مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالحقوق والجرائم الانسانية وضد الشخصيات التي تدون كل تلك الجرائم وكل المدافعين عن الحق والمطالبين بالتحقيق العادل وتقديم الاستدلالات للمحاكم المحلية والدولية وكشف خفايا المؤامرة القذرة . معركتها تحمي ادواتها المدانة , وتمكنها من سلطة وقوة يصعب ادنتها , وتعاقب كل من فتح فمه كاشفا للحقائق فاضحا لأعمالها , كلمسيري والجبواني والجباري والحسني وكثيرين هم مع حفظ الالقاب . هجومها الشرس ضد حزب الاصلاح , هي سياسة خلط الاوراق , اختلفنا او اتفقنا مع هذا الحزب , يظل بقائه حزبا يشكل ضمانة حقيقية للديمقراطية وادواتها , يبقى حزب له وثائق وادبيات , حزب بائن ينشط في العلن شريك فاعل في العملية ملتزم بنظام وقانون ودستور الدولة , وله قياده ومؤسسه تخاطبها , تدينها تبرئها , افضل بكثير من ان يتحول لجماعات تعمل بالخفاء وتنشط متخفية تحت ستار خبيث ومليشيا ارهابية وعصابات تديرها قوى ظلامية اصولية خارجية او داخلية. كل وطني غيور على الارض والعرض يعرف حقيقة ان لا قيامة لدولة عادلة , ما لم نستطيع ان نبقي منطق المواطنة فيه سائدا على ما عداه , في ان نكون مواطنين حقيقين في وطن لا يحد طموحنا عائق مذهبي أو طائفي أو مناطقي. ويعرف ما هي الادوات التي تستخدمها الامارات وعلى ماذا تراهن , ادوات لا دولة (عقائدية مناطقية ) وتلعب على التناقضات , وتستدعي ماسي الماضي تنبش في جراحاته , لتجعل اليمن يدمى ويتألم , تجزء المجزئ وتمزق الاواصر وتحرق الاخضر واليابس , لا يهما الانفصال ولا يهمها الوحدة , لا يهمها دولة ولا عدالة , يهمها ادواتها المرتبطة بالكونترول لتنفيذ اطماعها والبقية رداء للعمل , يمكن ان ترميه بعد تتم المهمة ,فهل نتعظ وننقذ ما تبقى من وطن واواصر ولحمة وحياة يا اوليا الالباب .
أحمد ناصر حميدان
اليمن وبذور الفتن 1328