سعادة السفير... يأخذ هاتفه.. يقلب بالأرقام.. يجد رقم معالي الوزير.. يضرب "يتصل" على هاتف معالي الوزير وهو يقول: إيش بيحصل داخل الحكومة وأنا مش عارف..؟ إيش قاعد يعمل هذا الوزير وغيره فيها، ما يخبروني.؟!. أثناء ذلك رد الوزير.. - الوزير: أهلاً سعادة السفير، طال عمرك.. كيف حالك؟ • السفير: الحمد لله.. معالي الوزير، وينك يا ريال غائب عنا صار لك ثلاثة أيّام متواصلة؟ - الوزير: سعادة السفير.. تصدق بالله إنك اتصلت وأنا كنت أطلع رقمك عشان أدق لك تلفون؟ • السفير: اَي بالله مصدق مصدق.. وينك هسع قريب مني..؟ أبيك تمر نشرب شاهي على تمر من اللي تحبهم.. - الوزير: طال عمرك.. الآن أمر لك ولا يهمك أبشر مسافة الطريق.. • السفير: اَي تسلم في انتظارك. أغلق السفير تلفونه.. وقال، تحلف إنك كنت تطلّع رقمي عشان تدق علي تلفوني.. والله ما أصدقك كيف أصدق واحد يلعب معنا على حكومته ووطنه من شان المصاري..؟ - الوزير- بعد أن أغلق التلفون- يتمتم في نفسة ويقول.. هيا إيش أروح أقله.؟ أكيد يشتي يعرف إيش ناوية تعمل الحكومة تجاه أحداث عدن والإمارات، وأنا ذلحين أتصل لمن..!!؟ أيوه أتصل للوزير فلان.. أخذ الوزير تلفونه- متصلاً بأحد زملائه في الحكومة- - الوزير: الو سلام الله عليك معالي الأخ الوزير.. كيف حالك..؟ الوزير الزميل: وعليك السلام والرحمة.. الحمد لله يا معالي الوزير.. - الوزير: الحمد لله.. لكن أحداث عدن أقلقتني والحكومة لابد من موقف وكنت أشتي أتصل بدولة رئيس الوزراء أشوف ايش الإجراء الذي ستعمله الحكومة..!؟ الصمت هذا غير مقبول فقلت أتصل بك إذا عندك علم بما سيتم..! الوزير الزميل: والله يا معالي الوزير إن عاد سعادة السفير اتصل لي بيسأل وأحرجني بسؤاله لأنني كل ما أعرفه أن هناك اجتماع وأنت تعرف أن سعادة السفير يحب بلادنا كثير وله أفضال علينا.. وأنا الآن أفكر أروح أسأل سعادة المستشار.. - الوزير: هيا تمام روح زور المستشار هو عنده كل التفاصيل أكيد، أمانة وارجع اتصل وبلغني... الوزير الزميل: حاضر أبشر معالي الوزير.. أغلق الوزير تلفونه وأوقف سيارته على جانب الطريق يحدّث نفسه: أيواااه...! الرجال عيروح للمستشار ويعرف منه التفاصيل ويبلغ السفير وأنا اطلع أمام السفير أي كلام.. هيّا أنا أوريك.. سأتصل بالمستشار.. أخذ الوزير تلفونه.. وقلب الأرقام وقال: أيوه، هذا رقم المستشار.. اتصل الوزير بالمستشار.. التلفون يرد عليه أن رقم المستشار مشغول بمكالمة أخرى.. ظل الوزير يتصل تكراراً ورقم المستشار مشغول بمكالمة أخرى.. بعد أكثر من سبع محاولات، يرن رقم المستشار.. الوزير يكلّم نفسه أخيراً: لم يعد مشغولاً.. بعد عدة رنات.. المستشار يرد: أهلاً معالي الوزير.. - الوزير: سلام عليكم سعادة المستشار.. كيف أحوالكم..؟ المستشار: الحمد لله رب العالمين.. خير معالي الوزير شفتك تتصل عليّ كثيراً وأنا المعذرة كان معي على الخط سعادة السفير اتصل بي.. تفضّل أي شيء لك..؟ الوزير صدم حين سمع أن المستشار كان يكلّم السفير..! المستشار: الو معالي الوزير.. عادك على الخط..؟ - الوزير: أيوه معك أسمعكم سعادة المستشار.. والله سيدي كنت أشتي أخذ رأيكم في أحداث عدن وما يجب على الحكومة عمله.. لابد من موقف حازم فما أدري إيش رأيكم..؟ المستشار: الموضوع كبير وفيه تهديد للبلاد وإحنا سنرفع توصيات كمستشارين للرئيس وللحكومة ويجب أن يكون هناك مواقف قوية، وقد أبلغت سعادة السفير ببعض المقترحات، ولمّا نقدمها للرئيس سأرسل لك نسخة منها.. - الوزير: أشكرك سعادة المستشار.. يجب أن يكون لنا كوزراء مواقف مهمة وقوية والحكومة يجب أن تتخذ قرارات شجاعة مالم نقدم استقالاتنا ونروّح.. سعادة المستشار: صحيح.. لابد من ذلك، جهودنا كلنا تصب في موقف موحد.. - الوزير: هذا ما سيتم.. أشكرك سعادة المستشار، هيّا سامحونا أزعجناكم.. المستشار: لالا مافيش إزعاج ولا حاجة.. - الوزير: إذن نبقى على تواصل مع السلامة سعادة المستشار. أغلق الوزير تلفونه ووضعه على مقعد السيارة الجانبي وتحرك بسيارته متجهاً إلى منزل سعادة السفير.. يكلّم نفسه: آه آه.. كنت أظن أنني الوزير المقرب من سعادة السفير وإذا به غيري، حتى سعادة المستشار أصبح في جيب السفير.. وصل الوزير بسيارته منزل السفير.. أوقف الوزير سيارته باب المنزل.. أنزل زجاج سيارته.. اقترب حارس المنزل حتى شاهد الوزير.. أهلاً معالي الأخ الوزير.. تفضّل طال عمرك.. فتح الباب، دخل الوزير بسيارته، أوقفها في موقف السيارات.. اقترب منه عامل الحديقة واسمه حسن.. سوداني الجنسية.. معالي الوزير تريد أغسل لك سيارتك وأخليها لك تلمع زي سيارة الزول الوزير الذي خرج هسع قبل قليل..!!! هنا الوزير التفت سريعاً إلى عامل المزرعة قائلاً له: عمّ حسن، إيش قلتَ وزير؟ إيش اسمه تعرفه..؟ العمّ حسن: لا معالي الوزير ما أعرف اسمه لكن شكلهأبيضاني عنده كرش.. - الوزير: طيب إيش نوع سيارته..؟ عمّ حسن: سيارته جيمس أسود جديد.. - الوزير: معه سواق يا عمّ حسن..؟ عمّ حسن: معه سواق زول يمني.. - الوزير- يكلّم نفسه- أيوااه.. حتى أنت والكل يا معالي الوزير.. عمّ حسن يقطع على الوزير سرحانه: معالي الوزير.. أغسل سيارتك؟ - الوزير: تمام ياعمّ حسن خذ المفتاح غسلها. اتجه الوزير نحو شرفة منزل السفير.. استقبله السفير على باب شرفة بيته.. هلا هلا معالي الوزير.. شرفت. وينك تأخرت.. صلحنا الشاي ورد يبرد وسخنّاه ورد يبرد..؟ - الوزير: حياك الله سعادة السفير.. أشكرك بس أنت تعرف الرياض زحمة وما بنمشي إلا بقوقل وأنت عارف أنا مافيش معي سواق أسوِق لنفسي وأرد على التلفونات من اليمن ومن الرياض.. الدنيا كلها مولّعة، غضب على أحداث عدن.. • سعادة السفير: اَي اَي أعرف أنها مولعة غضب على أحداث عدن.. أدخل.. أدخل معالي الأخ الوزير.. هلا هلا ومراحب بيك.. - الوزير: هلا بيك أنت.. جلس الوزير وجلس السفير أمامه.. • السفير: هاه صاحب المعالي ويش أخبار اليمن..؟ - الوزير: الأخبار أكيد عندك.. أحداث عدن والانقلاب على الحكومة من الانتقالي وأنت تعرف إن الأشقاء في الإمارات يدعمون الانتقالي.. • السفير: اَي اَي.. أعرف إنهم يدعمونه وما في مشكلة بيصيرخير معالي الأخ الوزير.. • السفير- مواصلاً حديثه- شوف يا معالي الوزير يا طويل العمر، أحداث عدن عندنا تفاصيلها كلها هذه مش حديثنا..إحنا حديثنا إللي دعيتك من شانه، كيف نعالج الوضع بدون ما تتسب بمشاكل أكثر تضر اليمن والتحالف.. وما أريد ياطويل العمر الحكومة حقتكم تتخذ قرارات انفعالية تحرج التحالف.. - الوزير: ويش مقترحك سعادة السفير..؟
• السفير: أنا واصلني أن الوزير فلان والوزير الفلان هذولاللي تعرفهم أنت يبون الحكومة تتخذ قرارات ضد الإمارات.. يعني ضد التحالف.. يعني المملكة.. يعني ضد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده أطال الله في أعمارهم.. - الوزير: بس يا سعادة السفير، الوضع أصبح محرجاً للحكومة وأنت تعرف أن الحكومة متحرجة جداً والوزراء كلهم متحمسون لاتخاذ موقف.. * السفير- مقاطعاً-: لا يا معالي الوزير.. مش كلهم متحمسين، بعضهم وأنا أعرفهم.. - الوزير: يا سعادة السفير...!. • السفير- مقاطعاً-: معالي الوزير أشرب القهوة وخذ هذهالورقة اقرأها.. أخذ الوزير الورقة من السفير.. وقبل أن يفتحها رِن تلفون السفير. السفير أخذ تلفونه لكي يرد على التلفون.. قال لمعالي الوزير: عفواً أرد على التلفون هذا الوزير فلان زميلك..! • رد السفير: هلا بمعالي الوزير الهمام. الوزير الهمام: أهلًا سعادة السفير.. • السفير: تفضّل تكلم سعادة الوزير الهمام.. الوزير الهمام: الحكومة دعيت لاجتماع طارئ بعد غدٍ وفِي مقترحات باتخاذ قرارات قوية، أقلها طرد الإمارات وإحنا ياطويل العمر ما نريد نتخذ شيء يزعلكم.. • السفير: شكراً لك معالي الوزير الهمام.. أنا عندي علم باللي يجري وما بيصير إلا كل خير وشكراً لاتصالك.. وقبل أن يغلق الوزير الهمام تلفونه ناداه السفير: الو معالي الوزير الهمام.. الو.. الوزير الهمام سمع صوت السفير وأوقف إغلاق التلفون..ورد: نعم.. سعادة السفير..! • السفير: أقول حبيت أطمّن/ قل لي السكن الجديد أعجبكوأعجب أولادك..؟ الوزير الهمام: نعم سعادة السفير، عجبني وعجب الأولاد،سكن جميل وخدمة تجينا للبيت.. أشكرك كثيراً.. • السفير: الحمد لله لوما كانت عجبتك، ترى كنت بغيرها لكن طالما عجبتك الحمد لله.. الوزير الهمام: تسلم شكراً سعادة السفير، بارك الله فيك. ينهي السفير مكالمته ويلتفت إلى معالي الوزير أمامه ويقول له: هاه معالي الوزير قرأت الورقة..؟ - الوزير: الآن أقرأها.. فتح الوزير الورقة ليقرأ ليجد بها التالي: مقترحات قرارات الحكومة تجاه أزمة عدن..! لفت الوزير إلى سعادة السفير قائلاً: إيش تقصد بهذا سعادة السفير..!!؟ لن يقبل بهذه المقترحات ولا أي وزير... • السفير: اهدأ يا طويل العمر.. أنت تعرف معزتك عندي،وتعرف معزتك عند أبو...... وأبو.........، وتعرف إن إحنا حريصين على اليمن.. وأمن اليمن من أمن المملكة.. أنت خذ هذه المقترحات وقدمها في اجتماع مجلس الوزراء.. - الوزير- مقاطعاً-: كيف أقدمها..!؟ حيكون موقفي سخيفاًوسترفض.. أثناء انفعال الوزير يرن تلفون سعادة السفير.. • السفير: عفواً معالي الوزير، أرد على التلفون.. هذا زميلك الوزير الأبوشي.. معالي الوزير: تفضّل رد.. رد السفير على التلفون: هلا هلا بمعالي الوزير الأبوشيهههههه ضاحكاً.. الوزير الأبوشي: هلا بيك سعادة السفير، عادك ما نسيت هذه الكلمة..؟ • السفير: ما نسيتها من معزتك عندي.. • السفير الأبوشي: حياك سعادة السفير.. لا أطيل عليك. .حبيت أقولك إن المقترح إللي جبته الزملاء موافقون عليه.. أهم شيء حد يطرح المقترحات في الاجتماع وأغلب الأعضاء حيصوتوا عليها.. • سعادة السفير: اَي تسلم طال عمرك معالي الوزير الأبوشي.. الوزير الأبوشي: في أمان الله سعادة السفير.. • سعادة السفير: في رعاية الله.. أغلق التلفون سعادة السفير ونظر إلى معالي الوزير، قائلاً له: عرفت يا معالي الوزير من الوزير الأبوشي..؟ - معالي الوزير: نعم عرفته..
• سعادة السفير: الوزير الأبوشي وخمسة وزراء موافقون على هذه المقترحات.. ووزراء الساحل الغربي موافقون عليها، والوزراء إللي أنت تعرف أنهم مع الانتقالي أيضاً موافقين عليها.. أنت بس أبيك تقدّم بأسلوبك الجميل في المجلس كمقترح ومالك إلا يوافقون عليها.. - معالي الوزير: يا سعادة السفير.. بس الموضوع أكبر من هذا.. • السفير- يقاطع-: معالي الوزير، قل لي أولادك سجلوا في المدارس..؟ - معالي الوزير: اَي والله سجلوا ومدرسة جميلة وحديثة ومهتمين فيهم.. والولد الكبير سافر يدرس في ماليزيا والسفارة السعودية ما قصروا معه جابوا له السكن ورتبوا له الدراسة في الجامعة والحمد لله.. • سعادة السفير: الحمد لله طمنتني.. ترى أولادك اعتبرهم أولادي لا تقلق على دراستهم، وخذ هذا الظرف فيه إشعار إيداع مبلغ بسيط في حسابك هدية من أبو فلان ويسلّم عليك.. - معالي الوزير: الله يسلمك ويسلمه اشكره كثيراً جداً عني..وقله إن شاء الله هذه المقترحات حتمشي، إحنا ما نريد نخسر المملكة ولا نريد نخسر التحالف ولن يكون إلا كل خير.. قام الوزير لكي يغادر.. وإذا بسكرتير السفير يدخل المجلس وبيده هاتف: عفواً سعادة السفير، مكالمة من مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية.. • سعادة السفير محدثاً سكرتيره: هات الهاتف.. أخذ الهاتف وأغلق ع سماعة الصوت وخاطب الوزير: معذرة دقيقة وأجي أودعك.. إبتعد السفير قليلاً ليتحدث.. معالي الوزير استجمع كل قواه نحو أذنيه محاولاً سماع ومعرفة من يكلّم السفير.. ارتفع صوت السفير.. كان كل كلامه" اَي والله بارك الله فيك.. أحسنت.. اَي بالله.. اَي والله هذا عشمنا فيكم.. أي جديد أتصل بي.. أغلق السفير التلفون.. تأهب معالي الوزير للمغادرة.. • عاد السفير إليه: آسف معالي الوزير.. سامحنا، لكن كانت مكالمة ضرورية.. - معالي الوزير: لا مافيش أي مشكلة.. أستأذنك.. • السفير: هلا هلا بيك، تفضل في أمان الله.. المرة الجايةأعمل حسابك غداء وقات عندي.. - معالي الوزير: تسلم إن شاء الله.. ذهب معالي الوزير إلى سيارته وجدها نظيفة وبجوارها عمّ حسن السوداني.. - قال له معالي الوزير: شكراً عمّ حسن، أصبحت السيارة نظيفة.. قال له عمّ حسن نظافة السيارة مقدور عليها يا معالي الوزير.. لكن الأهم نظافة صاحب السيارة.. وذهب عمّ حسن يفتح بوابة الحوش لكي يخرج معالي الوزير.. هزت كلمات العم حسن الوزير.. ركب سيارته وهو في صراع مع نفسه.. خرج الوزير من بيت سعادة السفير، متوجهاً إلى منزله.. ظل الوزير يتذكر كلمات العم حسن.. مرت الساعات طويلة حتى جاء صباح اليوم التالي.. رِن تلفون الوزير.. نظر الوزير لهاتفه يجد أن المتصل من مكتب دولة رئيس الوزراء.. - الوزير: نعم..؟ المتصل: السلام عليكم معالي الوزير كيف أحوالك..؟ الوزير: الحمد لله.. المتصل: دولة رئيس الوزراء قرر الاجتماع اليوم الساعة الخامسة عصراً في مبنى السفارة.. - الوزير: مش كان الاجتماع غداً.. ليش تقدّم..؟ المتصل: ما عرفت إيش حصل معالي الوزير..؟ - الوزير: لا.. كنت نائماً صحيت قبل قليل.. المتصل: الطيران الإماراتي قصف الجيش الوطني في مَحيط عدن وأبين والقتلى والجرحى بالمئات.. - الوزير: مش معقول.. ؟! مش معقول وهل بلغتوا سعادة السفير.. المتصل: من سعادة السفير..؟ - الوزير: قصدي كل الوزراء.. المتصل: نعم.. بلغناهم.. المتصل: معالي الوزير ضروري الحضور والغياب مرفوض تحت أي مبرر.. - الوزير: أكيد سأكون موجوداً.. أغلق الوزير التلفون ماسكاً على رأسه.. سارع إلى فتح "الوتس آب" ليجد عشرات بل مئات الرسائل تأتيه من كل مكان تطالب الحكومة بموقف واضح وطرد الإمارات من التحالف وقطع العلاقات. يقرأ الوزير رسائل "الوتس أب" وهو في هول الصدمة من الحدث وبشاعة الصور.. تدخل عليه بلا مقدمات وهي تبكي ابنته الوسطى تصرخ :بابا بابا.. -الوزير يلتفت لها: خير..! تعالي مالك تبكي..! البنت: كيف مالي أبكي.. قتلوا الجيش حقنا طيران التحالف.. أنت مَش قلت يا بابا إن طائرات التحالف هُن معانا مع الشرعية.. وكيف بيقتلوا الجيش حقنا..؟ - الوزير: أكيد يا بنتي هم معانا لازم في شيء خطأ حصل.. البنت: كيف خطأ يموت الجيش.. الصور بابا يخوفين.. - الوزير: اهدئي يا بنتي الآن أتصل وأشوف إللي حصل.. قبل أن يأخذ الوزير تلفونه لكي يتصل، يرن التلفون ينظر إلى المتصل من اليمن.. - الوزير: الو نعم..؟ المتصل: معالي الوزير معي..؟ - الوزير: نعم معك الوزير من أنت؟ المتصل: معك العميد بحيبح أعطاني الرقم صهرك قال أتصل بك أبلغك أنه مصاب وإصابته خطيرة شوية.. - الوزير: إيش بتقل..؟ وصمت.. نظر إلى ابنته طلب منها الخروج.. وعاد يسأل: أيوه عميد بحيبح كيف أصيب وأين..؟ العميد بحيبح: أصيب بضربات الطيران الإماراتي الغادر على الجيش.. كان يقود إحدى كتائب تحرير أبين من مرتزقة الإمارات.. - الوزير: كلاب.. كلاب.. تدارك نفسه وأخفض صوته.. والآن كيف حالته؟ العميد بحيبح: حالته خطيرة لكن الدكاترة طمنونا إنه سيتحسن بإذن الله.. - الوزير: وفِي أي مستشفى..؟ العميد بحيبح: في مستشفى زنجبار أبين.. - الوزير: أرجوك ياعميد بحيبح لا تتركوه وإذا يحتاج سفر نسفّره.. العميد بحيبح: صهرك وعشرات الجرحى تركناهم في مستشفى زنجبار وانسحبنا حتى لا يقصف المستشفى والمدينة.. - الوزير: كيف انسحبتوا..!؟ العميد بحيبح: انسحبنا من شدة القصف المركّز.. الإماراتيون غدروا بِنَا.. معذرة معالي الوزير مضطر أغلق معك هناك اشتباكات قريبة.. - الوزير: الو الو الو.. كان العميد قد أغلق المكالمة.. الوزير يحدّث نفسه: إيش هذا مش معقول..؟ إيش هذه الخيانة وأثناء تمتمته تدخل عليه زوجته حاملة صحن الإفطار.. نظر إليها بخوف وقلق كيف يكلمها.. وضعت الزوجة الإفطار أمام الوزير وجلست مقابلة له.. الزوجة: معالي الوزير، أشعر داخلي بقلق لا أدري مالي وكأن مصيبة حلت وزاد جنوني ما حصل للجيش قبل ساعة في أبين.. - الوزير: أيوه قد عرفت إيش حصل.. الزوجة: ذلحين قلي كيف تحالف معانا وهم بيقتلوا الجيش ومش راضيين يخلونا نرجع ضبحنا من هذه البلاد..؟ - الوزير- واقفاً أمامها لا يعلم ماذا يقول- وأثناء ذلك تدخل ابنته الوسطى تصرخ بصوت عالي يا ماما يا ماما..؟ الأُم: مالكِ إيش فية يابنتي صلي على النبي..؟ البنت: صاحبتي رسلت رسالة بتقل إن خالي قتل في قصف الطيران.. الأُم تصرخ: ماهوه..؟ مابتقلي..؟ بتسمع مابتقل بنتك..؟ - الوزير- وعيناه تكاد تدمع يقترب من زوجته- قائلاً: أخوش بخير هو أصيب إصابة بسيطة وقد اتصل العميد بحيبح أول وبلّغني.. الزوجة: أشتي أكلم أخي الآن.. مع.. أشتي أرجع البلاد الآن رجعني بلادي أعيش في الجبال. يزداد صراخ الزوجة.. التحالف قتلوا أخي.. بين أقلك من زمان هم غدارين.. هيا رجعني بيتنا رجعني مأرب، الجوف، حتى الصحراء، نسير نموت من الحوثة ولا تجلسني عند قتلة الجيش وأخي.. - الوزير: اهدئي الآن سأتصل بسعادة السفير وأشوف إيش الخطأ الذي حصل..؟ الزوجة: تتصل بالسفير..؟ هو ذيه السفير الذي خلاكم كوزراء تضيعوا البلاد.. إنّا انتو حكومة وإلا موظفين عنده.. أشتي الآن تتصل بأخي الآن.. البنت يزداد بكاؤها وتزداد خوفاً.. - الوزير: يأخذ هاتفه ويتصل بسعادة السفير.. • سعادة السفير: هلا معالي الوزير.. - الوزير: آهلًا بك يا سعادة السفير، إيش هذا اللي حصل في نقطة العلم وأبين..؟ • سعادة السفير: أي هذا الموضوع إحنا الآن منزعجين منه، منزعجين جداً، وستشكل لجنة مشتركة مع الأشقاء في الإمارات ونحقق في الموضوع. - الوزير: إيش من لجنة مع الإمارات والطيران الإماراتي هو الفاعل للجريمة بحق الجيش هذا كلام مرفوض يا سعادة السفير.. • السفير: أوف يا معالي الوزير، يعني أنت ما تثق في سمو الأمير ولا تثق فيني..؟ - الوزير: يا أخي أثق فيك وفِي الأمير، لكن الإمارات لا.. • السفير: يا معالي الوزير أنت ثق فينا وإحنا واثقين في الإمارات إن الأمور ستعود والخطأ يتصلح وإحنا نتكفل بكل الخسائر نعالج الجرحى وندفع ديات إللي ماتوا.. - الوزير: سعادة السفير.. أنا الآن ذاهب إلى اجتماع الحكومة وبعد الاجتماع نتكلم.. • السفير: اَي ذكرتني.. الآن رسلت لك إشعار حطينا لك هدية في البنك، ورسلت لك مسودة قرارات للحكومة جديدة القديمة إللي أعطيتك إياها ماعاد تنفع شوفهم عندك في الواتس.. أغلق التلفون الوزير.. وعاد لمحادثة زوجته التي كانت منهارة وابنته التي في حالة صدمة تكاد تصيبها بالإغماء.. أخذ الوزير هاتفه ليتصل بالعميد بحيبح حتى يسمع زوجته أن أخوها مصاب ولَم يقتل.. أتصل الوزير: لكن كان الهاتف خارج نطاق التغطية.. أقسم الوزير لزوجته أن العميد بحيبح أخبره أن أخاها بخير وأنه يتلقى العلاج في مستشفى زنجبار أبين.. بعد أن أكمل الوزير حديثة للزوجة أخذها وكذلك ابنته إلى صالة الجلوس وكان بها شاشة تلفزيون أخذ الوزير الريموت وفتح قناة الجزيرة.. وأثناء حديثه لزوجته والكل ينظر لشاشة الجزيرة، وإذا بخبر عاجل يظهر على شاشتها: (مسلحو المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً يقتحمون مستشفى زنجبار ويجهزون على جرحى الجيش الحكومي).. الزوجة تصرخ والوزير لا إرادياً يصرخ والبنت أُغمي عليها.. أغلق الوزير التلفزيون، وعاد لتهدئة زوجته.. أصرت الزوجة على العودة فوراً إلى البلاد.. كانت الساعة تقارب الواحدة ظهراً.. عاد من المدرسة ابن الوزير الأكبر وابنه الأصغر.. وجد الأولاد الوضع غير مألوف والدتهم في حالة انهيار، أختهم تكاد تكون في حالة إغماء.. علم الأولاد بما حصل، عمّ البيت حزن شديد.. مرت الساعات.. نظر الوزير لساعته.. طلب من زوجته وأبنائه الهدوء حتى يعود، كما أتصل ببعض الأصدقاء يطلب منهم أن يرسلوا عوائلهم إلى بيته حتى لا تترك زوجته وحيدة.. تجهز الوزير للخروج واتجه إلى زوجته مطالباً إياها بأن تكون قوية وهذا قدر الله على كل الناس.. الزوجة: الحياة والموت بيد الله نعم.. لكن العزة والكرامة بيد البشر.. أخي مات شهيداً بكرامته، رافعاً رأسه لأجل بلده ومعه مئات الشهداء من الجيش والأمن على يد الغدر الإماراتية.. اسمع يا زوجي الوزير، اذهب لاجتماع حكومتك، وإما أن ترجع وفِي يدك كرامتنا وعزتنا وهذا النعيم الكاذب ليذهب للجحيم.. وإما أن ترجع في يدك ورقة الطلاق واتركني أعود أنا وأولادي نعيش في جبال وصحارى اليمن أعزة شامخين نأكل الخبز اليابس.. نظر الوزير للزوجة، وقال: أبشري لن تسمعي إلا كل خير.. نظر إلى أولاده وقال جهزوا شنطكم جميعاً حتى أعود، لم يعد لنا مكان في هذا النعيم الكاذب.. خرج الوزير من البيت، ركب سيارته الفارهة، متجهاً إلى مقر الاجتماع.. تذكر الوزير كلمات العمّ حسن وانعطف بالسيارة إلى منزل سعادة السفير وصل إلى أمام منزله ووجد العمّ حسن في الباب جالس.. قام العمّ حسن يسأل الوزير: هل يفتح له الباب..؟ العم حسن: أهلين معالي الزول الوزير لحظة أفتح الباب.. - الوزير: لا يا عمّ حسن.. لا تفتح الباب.. نظر العم حسن للوزير وقال طيب شنو جابك؟ الوزير نزل من سيارته بعد أن أركنها بجوار بيت السفير... - الوزير: عمّ حسن خذ هذا المفتاح وأعطه للسفير.. نظر إليه العمّ حسن مبتسماً وأخذه في حضنه ونزلت الدمع من عينيه.. وقال العم حسن للوزير: أنتم اليمانيون مفخرتنا منذ الآلاف السنين، لم تكونوا يوماً أذلة.. يكفيك يا معالي الوزير أنك وزير يمني تمثل ذلك الشعب الأصيل فلا تخذلوه.. - الوزير: لقد صحونا من غفلتنا ولن نعود لها ثانية.. غادر الوزير على سيارة أجرة إلى مقر السفارة ليحضر الاجتماع.. دخل الوزير صالة الاجتماع وكان على وشك البدء.. سلّم الوزير على الجميع وجلس على مقعده قريباً من رئيس الوزراء باعتباره من الوزراء الأقدم بين الأعضاء.. الاجتماع بدأ رئيس الوزراء افتتاح الجلسة الاستثنائية بطلب الوقوف دقيقة على أرواح الشهداء وقراءة الفاتحة.. بعد ذلك جلس الجميع وأكمل دولة رئيس الوزراء الحديث عن آخر المستجدات للانقلاب العسكري في عدن المدعوم إماراتياً.. والتوسع لمليشيات الإمارات نحو محافظات الجنوب.. الاعتداء السافر على الجيش.. بعد أن أكمل دولة رئيس الوزراء الحديث، أراد أن يتلو عدداً من التوصيات لمناقشتها.. هنا رفع معالي الوزير يده، مطالباً الإذن بالحديث.. رئيس الوزراء مخاطباً الوزير: سأسمح لك بالحديث بعد قراءة التوصيات. - الوزير: عفواً دولة رئيس الوزراء أريد الحديث قبل طرح التوصيات فهل يوافق الزملاء.. رفع معظم الوزراء أياديهم بالموافقة للوزير بالحديث - وفق ما طلب منهم سعادة السفير. - الوزير- مخاطباً دولة رئيس الوزراء-: أغلب الزملاء وافقوا فهل تسمح لي بالحديث...؟ دولة رئيس الوزراء: طالما أغلب الأعضاء سمحوا لك فأنا أذنت لك بالحديث.. الوزير: دولة رئيس الوزراء، نواب رئيس الوزراء، الزملاء جميعاً.. إننا اليوم نقف أمام حدث يهدد مستقبل وحدة الوطن ويهدد الدولة والشرعية بل ويهدد شرعية الرئيس نفسه.. دولة رئيس الوزراء، الإخوة الزملاء الكرام.. قبل ٤ أعوام طلبنا من الإخوة في المملكة العربية السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين، التدخل معنا لمواجهة الخطر الإيراني والانقلاب الحوثي في صنعاء.. اليوم وبعد أربع سنوات نجد أنفسنا نكرر مطالبتنا للأشقاء في المملكة للتدخل والوقوف معنا ضد الإنقلاب الإماراتي الحليف الغادر في العاصمة المؤقتة عدن.. الإمارات دخلت اليمن كشريك في التحالف مع الأشقاء في المملكة ولَم نطلب نحن كحكومة أو رئاسة دخولها.. اليوم.. وبعد كل ذلك الغدر والقتل والعبث بالعاصمة.. ومنع الرئيس والحكومة من العودة.. واحتلال الموانئ والمطارات.. ومنع الجيش من التقدم نحو صنعاء لتحريرها.. وإنشاء جماعات مسلحة خارج سيطرة الحكومة.. واعتقال الآلاف من مواطني هذه الحكومة في عاصمة بلدهم دون حق.. اليوم.. وبعد أن حذرتنا لجان الأُمم المتحدة من دور الإمارات والمنظمات الدولية وتقارير الاستخبارات التابعة للحكومة.. اليوم.. وبعد أن حذرتنا دول عظمى ودوّل شقيقة وصديقة من دور الإمارات. وبدلاً من أخذ كل التحذيرات على محمل الجد، تجاهلناها لكي نجامل إخواننا في المملكة.. تجاهلنا أربع سنوات من العبث الإماراتي.. بالرئيس..! وبالحكومة..! وبوزرائها..! ومؤسساتها..! وبالجيش والأمن..! حتى تمادت لتصل بها الجرأة أن تقتل جيشنا الوطني علناً بعد أن كانت تقتل الجيش تحت يافطة الضربات الخاطئة..!؟ دولة رئيس الوزراء.. الأخوة الوزراء الزملاء.. اليوم أقول لكم جميعاً، حان الوقت لنربط على بطوننا ونحزم حقائبنا ونعود للوطن.. من اليوم لا مجال لدينا لمجاملة الأشقاء في المملكة على حساب ماتبقى من شرعية دولتنا وعلى حساب ما تبقى لنا من جيش وطني، وعلى حساب ماتبقّى لنا من محافظات تسيطر عليها الشرعية.. ولا مجال لمجاملة الأشقاء على حساب ماتبقّى لنا من كرامة أمام أطفالنا قبل شعبنا الذي تركناه يعاني الأمرين.. ونحن جميعاً نعيش حياة الملوك والأمراء حتى كدنا أن ننسى حق العودة، الذي لم ينسه الشعب الفلسطيني.. نعم.. اليوم أنا أطالب بحق العودة للرئيس والحكومة ومجلس النواب والشورى إلى اليمن.. ولا أطالب الأشقاء بذلك أن يسمحوا لنا.. بل أطالبكم أنتم أن تتخذوا قرار العودة إلى الوطن فأنتم وحدكم أصحاب القرار.. أما الإمارات.. فأطالب إعلانها دولة معادية.. يجب قطع كل العلاقات الدبلوماسية معها.. وأن نخوض معها معركتنا الوجودية على أرضنا.. أطالبكم اليوم أن تتخلوا عن قيود الرفاهية واستبدالها بحرية الوطن وحرية شعبنا، أن يعيش حراً كريماً.. فمن كان منكم معي فليرفع صوته بالموافقة ومن كان أسيراً لعبودية الريال والدرهم والدولار فليبقى صامتاً تذروه الرياح.. هذا آخر كلام معكم.. رئيس الوزراء- مقاطعاً- أنا أعتبر طلباتك توصيات للمجلس.. سارع الجميع للموافقة فيما البعض رفع أيديهم خجلاً لإقناعه.. وأثناء ذلك خرج الوزير الأبوشي من صالة الاجتماع إلى شرفة قريبة.. أخرج تلفونه.. ليجري اتصالاً بسعادة السفير.. لاحظ معالي الوزير خروج الوزير الأبوشي من المجلس.. طلب الإذن من دولة رئيس الوزراء لمدة دقيقة.. خرج معالي الوزير وراء الوزير الأبوشي، ليقف خلفه وكان يحدّث سعادة السفير.. الوزير الأبوشي: سعادة السفير.. معالي الوزير قلب الدنيا قلب خلاّ الحكومة تتخذ قرارات قوية ضد الإمارات.. هنا الوزير قاطع الوزير الأبوشي.. معالي الوزير: زميلي الوزير الأبوشي تسمح تعطيني تلفونك أكلم السفير بنفسي.. الوزير الأبوشي: معالي الوزير.. لا هذا هذا.. معالي الوزير: هذا السفير معك على الخط.. مد معالي الوزير يده وأخذ تلفون الوزير الأبوشي وخاطب السفير.. معالي الوزير: سعادة السفير أهلًا بك..! • السفير: معالي إيش اللخبطة إللي عملتها في المجلس؟! معالي الوزير مقاطعاً: سعادة السفير، تكلم باحترام والزم حدود عملك الدبلوماسي، وإذا في أي توضيح حول قرارات الحكومة يتحدث معنا نظراؤنا في حكومة المملكة، ونحن حريصون على إبقاء علاقاتنا المتميزة مع حكومة المملكة لأن مصير البلدين واحد.. في أمان الله.. رمى معالي الوزير تلفون الوزير الأبوشي على مقعد جانبي، وخرج.. أخرج تلفونه من جيبه ليتصل بزوجته.. الزوجة: أهلاً معالي الوزير.. - الوزير: هل اشتقتي لصحراء مأرب والجوف..؟ الزوجة: أشتاق لها حد الجنون والموت من البعد.. - الوزير: الحقائب جاهزة..!
الزوجة: نعم.. - الوزير: كلمي الأولاد يشيلوا طربال سيارتنا القديمة وينزلوا الحقائب.. الزوجة: الآن.. أغلق معالي الوزير تلفونه ليجد دولة رئيس الوزراء وعدداً من الوزراء بجواره.. قال لهم: أطلب الإذن بالمغادرة إلى تراب الوطن.. يرد عليه دولة رئيس الوزراء: العودة، قرار اتخذ، ملزم التنفيذ على الجميع.. توادع الوزراء على أن يلتقوا في محافظات حضرموت ومأرب وشبوة والجوف لتكون منطلق تحرير صنعاء وعدن..