في الرياض يستلم المسؤول في الشرعية أو أحد موظفيها راتبه بكل سلاسة وأدب ودونما ضجيج ويعيش في الغرف المرفهة والمكيفة وينفقون من تلك الرواتب على أهاليهم حيثما حلوا، ويخرج بعض أولئك الموظفين للحديث عن تضحياتهم وتشردهم ونزوحهم هذا، ويرفقون ذلك بصور (سِلفي) وهم على موائدهم الوفيرة وقد أصبحوا خجما على خجم..
وصورا لههم ولأبنائهم يحتفلون بعيد الميلاد الأول والثاني والرابع وصورا وهم في الساحل وصورا في طلعة برية وصورة حول الكعبة وو.
(ما شاء الله واللهم لا حسد) وكل ذلك للتدليل على ما يعانونه من ألم الغربة والحاجة والتضحيات، فكيف لجندي من الجيش الوطني أن يشكو ويتحدث عن معاناته أمام معاناة أصحاب الرياض وتضحياتهم..
جنود الجيش الوطني بلا رواتب منذ شهور يتعرضون لكل أنواع التعرية والتجوية الطبيعية (الشمس والريح والبرد والحر) والنفسية (الهموم والغموم والآلام والقهر) ليسوا وحدهم وإنما خلفهم آلاف الأسر تحاصرهم الحاجة وفي كل صباح تقف تلك الأسر على شطآن الفاقة لعل مركبا يحمل لهم بشارات قدوم الراتب ولكن دون جدوى غير أنهم يتعرضون لغزوات يشنها المؤجرون وأصحاب المحلات ليسددوا الديون المتراكمة عليهم إضافة لما عانيه بعضهم من أمراض وبلايا لا يعلمها إلا الله.
فأي استشعار وشعور وضمير وأمانة ومسؤولية يحمله مسؤولو الشرعية حتى يتلذذون بالنعيم وجنود الجيش الوطني يقدمون رقابهم للتضحيات لينعم أولئك المسؤولون بماهم فيه من الهناء والاكتفاء.
أي تضحيات قدمها وأي مسؤوليات حملها القابعون في الرياض مقارنة بتضحيات ومسؤوليات رجال الجيش الوطني المرابطين في قمم الجبال وبطون الأودية والصحاري دونما حقوق كافية ومستحقات ورواتب تمنحهم وجوب النفقة على أهاليهم
قاتل الله الداعمين لمسؤولي الشرعية والمدعممين من الشرعية عن حقوق الجيش الوطني من يتأوهون للنعيم الذي هم فيه وينسون الجحيم الذي فيه غيرهم..