الاحتمال الأكبر أن إيران سترد، ولكنها ستفعل ذلك كمنظمة إرهابية لا كدولة.. لن تحرك جيوشها ومعداتها كما تفعل الدول، بل ستحرك مرتزقتها وجماعاتها الخارجة عن القانون.. تتواجد القوة العسكرية الأميركية في 95% من بحار العالم، وبمقدورها أن تلحق خراباً مروعاً بإيران دون أن يلحقها أذى.
اشتركت الدولتان في مواجهات مباشرة في مياه الخليج إبان الحرب العراقية الإيرانية. في تلك المواجهات كانت البحرية الأميركية تسكت النيران الإيرانية بسرعة. على الجانب الآخر ثمة شعور أميركي بالحاجة الملحة لاستعراض القوة على المسرح الدولي من جديد، في هذه اللحظة الحادة من تاريخ القوة. كان ترامب قد قرر إجراء عرض عسكري داخل الأراضي الأميركية يباهي بالقوة، وفي مؤتمر ميونيخ للأمن قال جو بايدن في كلمته: أميركا عائدة. إيران في مأزق، بالأمس ردد وزير الدفاع الأميركي بضعة كلمات: قلنا لهم كفى تعني كفى. إذا فكرت إيران بإحداث أذية انتقامية توازي حجم خسارتها فستخسر باقي اللعبة. لا بد وأن تفعل شيئا، غير أن الطريقة التي قتل بها سليماني أربكت حسابها. كل ما هو إيراني موجود بالفعل على الرادار الأميركي، بما في ذلك مهندسو الحرب الإيرانيون.
المواجهة الأميركية الإيرانية هي مواجهة بين زمنين، وبين مستويين متباعدين من التطور البشري الذهني والمادي..
بين القدرة الشاملة والقوة المحدودة..
بين منظومة إرهابية وإمبراطورية..
بين آيات الله و42% من الحاصلين على نوبل..
بين ما بعد التكنولوجيا والأخ حسين..