تتزامن أحداث الملحمة الأسطورية العظيمة التي يخوضها أبناء ومنتسبو وحدات الجيش الوطني في السلسلة الجبلية الممتدة من أقاصي تخوم محافظة الجوف وشوامخ نهم وقمم صرواح وميادين العزة في البيضاء مع واحدة من أكثر المعارك الحربية في التاريخ الإنساني قوة وبسالة مع وجود خلل كبير في موازين القوى بين قوات المسلمين التي لا تتجاوز الثلاثة ألف مقاتل وقوات الروم والنصارى العرب الغساسنة في مؤتة بقرابة الثلاث مائة الف مقاتل .
ففي الأسبوع الثالث من شهر جماد الأول من السنة الثامنة للهجرة تولى القائد العظيم خالد ابن الوليد، قيادة تلك المعركة بعد استشهاد قادتها الثالثة وهو الجندي الذي لم يتجاوز دخوله الإسلام الأربعة الأشهر في اختيار مستحق من جمهور الجيش الإسلامي الذي قدم مبدأ الكفاءة العسكرية في القيادة على ما سواها من العوامل ليتصدر هذا البطل قيادة جيش فيه كوكبة من كبار الصحابة وعلماء المسلمين ممن شهد بدر وشارك في كل غزوات النبي عليه الصلاة والسلام . وتظهر هنا براعة وشجاعة وعبقرية خالد في ادارة المعركة من حيث أعاد تجميع وتنظيم وترتيب وتوزيع القوات وتبديل المواقع فيما بينها وتكوين مجموعات إغارة على هيئة مدد متتابع ما اذهل العدو واضعف من معنوياته وقوى عزائم المسلمين ورفع من روحهم القتالية ليقود معركة عالية التكتيك لعدة أيام بين قوتين غير متكافئة البته ولتتكسر في يمينه تسعة أسياف من هول تلك المشاهد العظيمة وعندما وصل إلى اعلى ذروة النصر وبدأ الجيش المعادي بالتقهقر أعطى إشارة الانسحاب المنظم والمتتابع على مجموعات وهو ما اعتبره قادة الروم خطة لكمائن يخطط لها خالد وثبط عزيمتهم عن اللحاق بجيش المسلمين الذي وصل المدينة ولم يخسر فرد واحد في الانسحاب فاسبغ عليه النبي صلى الله عليه وسلم اعظم واسام في التاريخ فقال ( خالد سيف سله الله على الكافرين ) فسمي من يومها سيف الله المسلول ليكون بعدها احد القادة الأربعة في فتح مكة وقائد لكل جيش خاض معه اي معركة سوئا بقرار من القيادة او اختيار من القاعدة او فرضا من الضرورة والاحتياج حتى قال فيه الفاروق رضي الله عنه (امر خالد نفسة) ( رحم الله ابى بكر كان اعلم مني بالرجال) .
عودا الى الملحمة الاسطورية للجيش الوطني التي يخوضها ضد مليشيات الموت الحوثي الايرانية بكثير من العزم ووافر من التضحية والفداء وقليل من العدة والعتاد وايمان راسخ بعدالة القضية الوطنية اليمنية وقدسية النضال ضد الفئة الامامية الكهنوتية الباغية التي اوغلت في دماء اليمنيين ودمرت دولتهم واستولت على كل مقدرات الشعب وحقوق المجتمع لتضع احرار اليمن في معركة وجودية فاصلة واتجاه واحد ووحيد هو التوحد الكامل والتلاحم البناء في معركة الوجود الحضاري اليمني التي تحتم على كل فئات الشعب واطياف المجتمع نسيان الخلافات وتصفير العدوات وتأجيل النقد والتقييم حتى الإنتهاء من معركة الحرية والكرمة والوجود التي في سبيلها تهون كل التضحيات وتسترخص كل الغوالي من الاثمان وتقدم بين يدي اليمن الحبيب كل الاروح والدماء والامول قربنا لعزته وضريبة مستحقة لذرات تربه المجيد ونسمات سمائه العليلة وقطرات مياهه العذبة حفظ الله اليمن من كل سوء و مكروه. ،،،،
//////////////