في مقال له نشرته مؤخراً مجلة الجيش الأميركي "يوني باث" الصادرة عن قيادة القوات المركزية، قال وزير الدفاع الفريق الركن/ محمد علي المقدشي، إن المؤسسة العسكرية اليمنية المنضوية تحت قيادة الرئيس/ عبدربه منصور هادي هي الرهان الضامن لاستكمال مواجهة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران ومواجهة مشاريع العنف والتطرف والإرهاب، والتصدي لكل المخططات التخريبية التي تستهدف وحدة وهوية اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه وعرقلة عملية الانتقال لبناء دولته ومستقبله.
موضحاً أن القيادة العسكرية تعمل على استكمال خطط إعادة بناء القوات المسلحة لتكون هي الضمان الحقيقي لاستقرار الدولة واستعادة هيبتها والقضاء على التمرد والإرهاب، بحيث يكون الجيش اليمني قوياً موحداً متماسكاً، بحيث لا يكون مصدر تهديد للجيران الذين تم ترسيم الحدود معهم، وإنما يكون عاملاً مساعداً لاستقرار اليمن والمنطقة وصد المخططات المعادية للعرب والعروبة وإفشال المحاولات الرامية لزعزعة السلم الأهلي واستقرار المنطقة وتهديد أمن خطوط الملاحة والمصالح الدولية.
على الأرض يقف قادة وأبطال الجيش الوطني في معركتين متزامنتين، معركة مواجهة التمرد الحوثي وإيران، ومعركة إعادة بناء مؤسسة الوطن الدفاعية تدريباً وتأهيلاً بإشراف القيادة الشرعية وإسناد شعبي ودعم الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.
الجيش الوطني يجري تشكيله من قلب ميدان معركة المصير العربي المشترك لصد العدو الواحد (المشروع الإيراني) التي يخوضها جنباً إلى جنب مع الأشقاء وتختلط فيها الدماء العربية، تتجلى فيها واحدية الهدف والقضية وروابط الدم والدين والوعي الثابت بضرورات التعاضد والتكاتف وحتمية كسب المعركة.
عملية بناء الجيش الوطني تجري بدعم وتنسيق كامل مع قيادة القوات المشتركة وتحت مظلة أهداف "عاصفة الحزم" التي قادتها المملكة ومثّلت نقطة فارقة في التاريخ العربي.
الولاء الوطني والعروبي
يستند قادة وأبطال الجيش الوطني على عقيدة وطنية خالصة تقوم على الولاء الوطني والهوية اليمنية العروبية؛ وتاريخ ممتد لعقود من التضحيات والبطولات في مواجهة المشروع الإيراني والمخططات الخمينية المتربصة باليمن والجوار الخليجي والمنطقة.
هذا الصف القيادي خاض معارك متلاحقة ضد أطماع التوسع الإيراني نحو العواصم العربية، ويشكل امتداداً وطنياً لنضالات طويلة خاضها الجيش اليمني ضد مشاريع الملالي وأدواتها.
ويقف على رأسه قيادات مخلصة أفنوا أعمارهم أو يكادون في قلب المعارك وجهاً لوجه مع مليشيا الخميني وأدواته، ولا يزالون يُرابطون بثبات في ميادين النضال والفداء.
التاريخ النضالي تعود بعض بداياته من المشاركة إلى جانب العراق في حربها ضد إيران خلال الثمانينات، تلك الحرب التي حظيت بدعم وتمويل من دول خليجية بالسلاح والمال، ومشاركة عربية أبرزها مصر والسودان، وكانت اليمن من بين الدول التي أرسلت كتائب عسكرية للمشاركة في تلك المعارك.
شاركت قوات الواجب اليمنية التي تضم اللواء الرابع عروبة ولواء المجد، في الدفاع عن البصرة وكسر الهجمات الإيرانية وإفشال محاولات السيطرة على الأراضي العراقية.. وسطّرت القوات بطولات متميزة حظيت حينها بتقدير وإشادة القيادة العراقية، واستشهد في تلك الأراضي ما يربو عن 53 ضابطاً وجندياً من أبطال الجيش اليمني.
تلك الكتائب العسكرية كانت تضم نخبة من الضباط والأفراد الذين تربعوا لاحقاَ مناصب قيادية أو قادوا المعارك ضد الأدوات الإيرانية في اليمن.
قبل ذلك كان بعض القادة الذين يتربعون اليوم مناصب قيادية في الجيش الوطني قد شاركوا فيما يعرف بحروب المناطق الوسطى مطلع ثمانينات القرن الماضي لمواجهة "الجبهة الوطنية الديمقراطية" المدعومة من نظام عدن التابع للقطب الإشتراكي السوفيتي ضد حلفاء أميركا في دول الخليج.
الحروب ضد الحوثي
حروب صعدة بجولاتها الست التي خاضها نظام الرئيس السابق على صالح ضد مليشيا الحوثي في محافظة صعدة وأطراف حجة وعمران (2004-2009) شارك القادة عينهم في قيادة تلك المعارك وكانوا في مقدمة الصفوف، وبعضهم تعرض للإصابة في المواجهات وفقد بعض أفراد أسرته وأقاربه وخسر أمواله وممتلكاته.
مقاومة التمرد
مع بداية تمدد المليشيا الحوثية نحو عمران والجوف والزحف نحو العاصمة صنعاء، وقفت الكتلة الوطنية العسكرية في طريق المليشيا، وبعد سقوط صنعاء في يد مليشيا التمرد وصولاً إلى معاشيق عدن، هرول القادة والضباط والأفراد المخلصون نحو دعم المقاومة الشعبية ضد التمرد الحوثي في مأرب وتعز وغيرها من المحافظات، ثم انخرطت في صفوف الشرعية وحملت على عاتقها مهام إعادة بناء المؤسسة العسكرية "الجيش الوطني" وخوض معركة استعادة الشرعية والدولة وتحرير الوطن من مليشيا التمرد والإرهاب بدعم ومشاركة من الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وامتزجت التضحيات واختلطت الدماء في هذه المعركة الدفاعية العربية.
هذا الجيل النضالي هو الأكثر وعياً وإدراكاً لخطر المشروع الحوثي الإيراني، الأكثر صدقاً وإخلاصاً للقضية اليمنية والعروبية، وضرورات استعادة أمن واستقرار اليمن والمنطقة الذي يرتكز على بناء دولة يمنية مستقرة، على رأسها وجود جيش وطني قوي ومتماسك.
العقيدة المتينة تظل ثابتة رغم ما يجري من محاولات التشويش والتشويه والتضليل والادعاءات لخلط الأوراق وزرع الالتباسات والإرباكات لمحاولة تفكيك هذا الاصطفاف العربي الصلب.
ويبقى الجيش الوطني حجر عثرة أمام مشاريع الفوضى والعبث وحاجز الصد الآمن لمساعي تحويل اليمن إلى جغرافيا مُلتهبة وجسر عبور للمخططات المُتربصة بالعواصم العربية.