لا تجد ولن تجد في اليمن من يقول أنه أحق بحكم اليمنيين، ولا حق لأحدٍ من اليمنيين في الحُكم سواه، وأن اليمنيين إذا لم يُنَصِبُوه إمامًا فقد وجب قتالهم، ومصادرة أموالهم، وأنهم مالم يؤمنوا بحقه في الحكم فإنهم لن يسعدوا في الدنيا، وستحل عليهم اللعنة في الآخرة،
لن تجد أبدًا من تعشعش في رأسه هذه العقيدة العنصرية، ويسعىٰ للتسلط على حكم اليمنيين ورقابهم بناء عليها، إلا شخصًا ينتسب للأسر الهاشمية..!!
ومع أنَّ هذه العقيدة الملعونة قد فتكت بنا وبآبائنا من قبلنا وستفتك بأبنائنا من بعدنا، إلا أن فريقًا منا لا زال يتعامىٰ عنها، ويُنكر وجودها، ويصرفها من عقيدة هاشمية ترى أنها أحق بإمامة الدين والدنيا، إلى تشعيبة حوثية، حلت في رأس بدرالدين وابنيه فقط ، متناسيا بذلك مآسي الماضي والحاضر..!!
وليس معنىٰ ذلك أننا نحشر من لايؤمن بها ممن ينتسب للأسر الهاشمية ضمن هذه النظرية العنصرية ونحسبه عليها،
فمن لايؤمن بها لاخلاف بيننا وبينه البتة، وله مالنا وعليه ماعلينا، ومن آمن بها فقد تميز علينا واحتقرنا، ولايرضىٰ بالهون إلا هين، ولا بالدون إلا دنيء
لا ريب أن نظرية الإمامة والحق الإلهي المزعوم هاشمية بامتياز، لا مذحجية، ولا حاشدية، ولا بكيلية، ولا حميرية... الخ، ولاتدعيها أو تتطلع إليها أي قبيلة يمنية.
إن المغالطة في الصغائر لاتليق بأصحاب الضمائر الحية، فمابالنا نغالط في قضايا خطيرة وكبيرة فتكت بالإنسان اليمني، ودمرت هذه الأرض الطيبة،
لماذا ندهن على جرب؟ ونستحي من تشخيص المرض؟!!
لابد أن تُحارب هذه العقيدة من كل من لا يؤمن بها، من الهاشميين وغير الهاشميين، ويجب أن تُجَرَّم في دستور الدولة، وقوانينها، وكل سياساتها التعليمية، والإعلامية والثقافية، والتربوية، والإرشادية.
إن على اليمنيين كل واحد من موقعه مطاردة هذه العنصرية، وغيرها من العصريات، ومكافحتها كما يُكافح الوباء الخطير.
إننا ونحن نستهجن ونمقت أشخاصَ وأعيانَ وأفعالَ أولئك الذين يدَّعونها لأنفسهم وسلالتهم، لنستهجن ونمقتن بصورة أشد أولئك اليمنيين الذين يؤمنون بها لغيرهم، ويعتقدون بحق غيرهم في التسلط عليهم، والتحكم في زمام أمورهم..!!
ومن يُهن الله فماله من مُكْرم
تبًا للحاكم والمحكوم.