الهدية ترجمة حسية لمشاعر معنوية حثنا عليها الرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه قائلا" تهادوا تحابوا"
فالهدية تجلب المحبة وتوثق عرى الأخوة
كما أنها تعبير رمزي عن الشكر والامتنان
ولكني لازلت أذكر ما كانت تردده أمي من أبيات شعرية علمت مؤخرا أنها للشاعر محسن فايع
حيث قال:
واحذر قبول الهدايا والتحف
هدية النذل ترجع غالية
يحسب حساب القضاء قبل السلف
ويصطنع لك حبايل واكـــية
وقد تكون الهدية رشوة جالبة للعنة" قال صلى الله عليه وسلم " لعن الله الراشي و المرتشي والرائش بينهما"
وقد قال صلى الله عليه وسلم للرجل الذي استعمله على الصدقات حين قال هذا لكم وهذا هدية "فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا"
وقد تكون الهدية فخا ينصبه شاب غوي لفتاة حمقاء يشتري بها مشاعرها بثمن حتى تبيع أثمن ما عندها بثمن بخس..
وقد تكون الهدية ثمنا لسكوتك عن قول الحق فتنبه
وعلى مستوى الدول والحكومات و الأنظمة لا تقدم الهبات والعطايا والمساعدات من المنظمات الدولية إلا بشروط وتوصيات..
وبعض الناس يشبهون ابا الهذيل وهديته :
حين أهدى إلى موسى بن عمران دجاجة ووصفها له بصفات جليلة, ثم لم يزل يذكرها, وكلما ذكر شيئا بجمال أو سمن قال هو أحسن أو أسمن من الدجاجة التي أهديتها إليكم وإن ذكر حادثا قال ذلك قبل أن اهدي لكم الدجاجة بشهر, وما كان بين ذلك وبين إهداء الدجاجة إلا أيام قلائل حتى صارت مثلاً لمن يستعظم الهدية
يقول الشاعر :
وان امرأ اهدى إلي صنيعة
و ذكرنيها مرة للئيمُ
ومما جاء في الهدية والتهادي:
قال سفيان الثوري إذا أردت أن تتزوج فأهد للأم
وكان يقول ابن عباس رضي الله عنهما : من اهدي هدية وعنده قوم فهم شركاؤه فيها" طبعا إذا كانت تتقسم مثل الحلوى و الفواكه وما شابه ذلك
والمثل اليمني يقول "اشكر من أعطاك لو هي سمسمة"
و لا بد أن نعلم "إن الهدايا على مقدار مهديها",