بتواطئ وخيانات لا تخطر على بال، ونتيجة لسوء تقدير يدل على ضحالة العقول وفساد الضمائر، وبعد عشر سنوات من التمرد، اقتحم الحوثيون عاصمة اليمن صنعاء ..
ولولا الخواء والضحالة والتواطؤ والخيانة لما استطاعت مليشيات محدودة العدة والعدد اقتحام عاصمة اليمنيين في تلك الليالي الكئيبة الكالحة السوداء .
قبيل اجتياح عمران، تحدث الحوثي عن خمس محافظات زيدية، موحياً بأنه زعيمها ومدعياً احتكار تمثيلها، وقال في خطابه المتلفز حينذاك، إن من الصعب إلغاء خمس محافظات زيدية، ولا بد من مشاركتها وتمثيلها! قال ذلك، ونحن نعلم أنه لا يمثل تلك المحافظات العزيزة من وطننا، وهو يعلم أيضا أن لا أحداً سواه يفكر في إلغاء أحد.. وقال ذلك وكأنه لا يدري أين يقع التهميش الحقيقي، منذ سقوط الدولة الطاهرية قبل أكثر من خمسمئة عام !
والحقيقة، فإنه منذ ثورة 1962 لم يعد يتكلم أحد عن مثل ذلك التقسيم الطائفي البغيض، بل إن الإمام محمد البدر نفسه، قال في أول خطاب له: لا زيديه ولا شافعية، ولا عدنانية ولا قحطانية، وإنما شعب يمني واحد !
أما الحوثي فإنه يختلق ويستحدث مناسبات طائفية عديدة يحتفي بها، لا شأن لليمنيين بها ولا عهد لهم بها من قبل، ولا تعنيهم في شيء، ويغير المناهج الدراسية، وكل ذلك للتأكيد على الدعاوى الباطلة في حقه في الأفضلية والولاية والحكم دون سواه من أهل اليمن !
وعملاً بمنطق الحوثي ومنطلقه الطائفي فقد اتجه بعد إجتياح صنعاء غازياً وفاتحاً في كل اتجاه ليلغي 17 محافظة شافعية! ويكلف لها مشرفين حوثيين متعصبين وطائفيين، من زمرته في صعدة وسفيان !
عندما يجتاح الحوثي عاصمة اليمنيين صنعاء، ويقتحم محافظاتهم وقراهم بدافع أطماع طائفية ومصالح سلالية، واعتماداً على تضليل وخرافات، لا يؤمنون بها، فمن الطبيعي أن يقاوموه ما استطاعوا.. فيما يقوم هو بقتل المقاومين وهدم منازلهم وتأميم ممتلكات المعارضين الذين شردهم، ويحكم عليهم بالإعدام !
ومع كل ذلك، يسمي الحوثيون جرائمهم تلك ثورة !
وللثورة الفرنسية والروسية والصينية والأمريكية، أن تسأل ما هي هذه الثورة التي تضرب مبادئ ومقتضيات العدل والمساواة في الصميم، وتقوم على التمييز العنصري والطائفي، وحق حصر الولاية والخمس ! .