في منشور سابق عن " الكسكسي " الكلب الصغير الذي فطر قلبي وهو بيعوي وسط البرد الى آخر الليل، شوية يصيح مثل الديك لوما يشحٌب وشوية مثل الولد الرضيع لوما يكتتم نفسه.. ولا عرفت كيف أسوي به اضربه...! او اطرده.! وفي الأخير بعد حيرة قررت تركه لمعاناته البائسة، وكنت قد نويت أخرج أحرق له كراتين يدفأ.
اليوم اكتشفت ايش حكايته مع الغواير هاذك كلها وهو بيعوي نفس النغمة في عز الشمس الساطعة ..
عندما رجعت من سوق القات وهو بيلحق بعد أمه المترنحة في مشيتها لثقل اثدائها السمينة وقد امتلأت بحليبها الطري، والمشولح بيمط رقبته محاولا الرضاعة منها ..
ما أن شعرت الأم باقتراب فمه من بزابيزها الستة وهي تتجاهله حتى التفتت اليه التفاتة عدو قاتلة،، ضربته بأيديها ضرب مبرح وقحٌصت فمه وأذانه وجعرته بالأرض وهو بيصيح ويستجديها بنظراته المستسلمة لشراستها أن تناوله من بزبوزها ولو بجغمة.. ولو لطعة واحدة يبرد بها قلبه، لكنه لم يستطع جلب تعاطفها... وهي تنهال عليه بالضرب حتى استطاع الافلات منها جريا كمن نجى من مهلكة حتمية مذعورا وقد اصفر لونه فوق اصفرار فرائه المجعوث بتراب الشارع بسرعة مرتبكة.. كأنه بيجو في خط طويل .
العجيب في حكاية الكلبة التي كانت تقاتل قبل أسابيع من أجل الجرو المضروب ومن أجل أخوته الذين يترقبون عاقبة محاولته ارتشاف رضعة على مضض مغامرة محفوفة بمخاطر الهلاك المجنونة لسيء الحظ، مبهوتين في اماكن متفرقة استعدادا للهرب أن هي فكرت بمعاقبتهم لقربهم منها ..
هرب الجرو ودخلت الأم مسرعة تحت سيارة احد الجيران لتكشر عن انيابها بصوت مبحوح ظننته لوهلة انها مقهورة على أبنها المضروب، ليتضح بعد انسحاب سريع مذعور لعدد من الأطفال حاولوا سرقة صغارها الجدد، والذين لم ينبت شعر فرائهم الملون بين الأبيض والأسود والأصفر والأبيض.
اكتشفت ايضا أن اللعين طلع سارق حليب اخوته الصغار والذين مازالوا عاجزين عن المشي وان صياحه ه ا ذك كله في الليلة الماضية كان مجرد دلع على أمه التي لم تأبه له.. في حين خُدعت به أنا.
اسلوب تربية ذكي عند الكلبة من ناحية تعلمه القناعة كي لا يتعدى على حليب أخوته، ومن ناحية أخرى تشحطه كي يتحمل مسؤوليته بدل ما يجلس بعدها مثل الدم " الهر " وليتها تربيهم على عدم سرقة أحذية الجيران، وقد اعتادوا على التسلل الى باب المركز الإعلامي واخذ فردة واحدة من أي حذاء تصادفهم اولا، وجزمة من يداعبهم في طريقه الى حيث نسكن هي الاشهى والالذ بعد أن التصق لعابهم فيها اثناء مداعبة صاحبها لهم سابقا، وكأنهم يعيدوا له شكر مداعبتهم بمزاحهم الثقيل اللا مسؤول، ويكافئه بالبحث عن فردة الحفاظ على قدمه بين أكوام القمائم عند اضطراره للخروج .
ايوة صحيح انها تعلم صفارها الشحطة لانهم في نظر البشر مكروهين ومنبوذين، ليسوا متملقين كالبسس الواحد منهم مجرد كلب بن كلب وفي وصادق المشاعر لا يخون ولا يتلون، ما حد عيدي له كسرة خبز وعيموت من الجوع لو ما اشتحطش على نفسه.