الحوثي فعل، الحوثي قال، الحوثي عزز، الحوثي حشد، الحوثي اطلق صواريخ، الحوثي هجم، الحوثي يمتلك القفشة، والحوثي أخطر من الدبة الغاز،...!!
ليش هكذا يا فحول؟ هل هذا اسمه تحليل؟ والا صرف صحي!!!
يتعامل بعضنا بفنق وفائض نرجسة مع نقل هذه الأخبار دفعة أو جملة جملة، بس في الأخير يكتب ان الابطال فحسووووووهم!!
في السيرة النبوية أشبعونا خوفا وتهويلا لأساليب قريش وطرقها في محاربة الدعوة، لدرجة انهم نسوا ان يخبرونا عن مكر محمد واصحابه.. النبي واصحابه هم الطرف المهاجم، مهاجمون باعتبارهم اصحاب دعوة ونشر ومهمتهم الاختراق والتفكيك والكسب وووو بينما قريش هي التي كانت تدافع..
واستمر الاستهبال حتى وصلنا إلى اليوم الذي ينسى فيه المقاوم مهمته، وهي البحث عن اصغر بعسيسة نجاح ونشرها كأعظم قصة انتصار، إلى تنصيب نفسه مروجا بل مزينا لتحركات الخصم..
عندما تتعامل مع حاضنة حربية مثل مارب مثلا؛ فاعلم انك تتعامل مع بشر، بشر يعقد النصر بعد الله على شيئين اثنين، عزيمته وسلاحه..
وبالنظر الى كونك لا تنظر الا الى قوة خصمك فاعلم انك تسلب صاحبك عزيمته وتوهن منها وتفت في عضده..
"إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِى مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ وَلَوْ أَرَىٰكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَٰزَعْتُمْ فِى ٱلْأَمْرِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَ ۗ إِنَّهُۥ عَلِيمٌۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ".
ركزوا جيدا على "عليم بذات الصدور"!!
اقتباس*
- كان النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى رؤيا، أن جيشَ ال قليل العَدد وأخبر برؤياه المسلمين فتشجّعوا للقائهم، وحملوها على ظاهرها، وزال عنهم ما كان يخامرهم من تهيّب جيش العدو..
كانت تلك الرؤيا من أسباب النصر، ومنّة من الله على رسوله والمؤمنين، وكانت قِلة العدد في الرؤيا رَمزاً وكناية عن وهن أمر العدو لا عن قلّة عددهم.
- رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم لم تخطىء لكنها أوهمتهم قلّة العَدد، لأنّ ذلك مرغوبهم، ولو أخبروا بعدد المشركين كما هو لجبنُوا عن اللقاء فضعفت أسباب النصر الظاهرة المعتادة التي تكسبهم حسن الأحدوثة.
فلمّا أراد الله خذلان العدو وهزيمتهم أرى نبيه عددهم قليلاً، كناية بأحد أسباب الانهزام، فإنّ الانهزام يجيء من قلّة العدد.
ولو أخبر الله رسوله أن يُخبر المؤمنين بأنّهم غالبون، لآمنوا بذلك إيماناً عقلياً لا يحصل منه ما يحصل من التصوير بالمحسوس، ولو لم يخبره ولم يُرِه تلك الرؤيا لكان المسلمون يحسبون للعدو حساباً كبيراً، لأنّهم معروف عندهم بأنّهم أقوى من المسلمين بكثير .
وهذه الرؤيا قد مضت بالنسبة لزمن نزول الآية ، لكن التعبير بالفعل المضارع لاستحضار حالة الرؤيا العجيبة [في الخالات المستقبلية المشابهة].
- { ولو أراكهم كثيراً لفشلتم } أنّه لو أراكهم رؤيا مماثلة للحالة التي تبصرها الأعين؛ لدخل قلوبَ المسلمين الفشلُ، أي إذا حدثهم النبي بما رأى ، فأراد الله إكرام المسلمين بأن لا يدخل نفوسهم هلع ، وإن كان النصر مضموناً لهم.
يظهر لي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رجا [أو تمنى أن يعرف بعد كل جهوده المبذولة] أن يرى رؤيا تكشف له عن حال العدوّ، فحقّق الله رجاءه... أو لعلّ المسلمين سألوا الرسول أن يستعلم ربّه عن حال العدوّ.
والفشل: الجبن والوهن. والتنازع:
الاختلاف.
والمراد بالأمر الخطة التي يجب اتباعها في قتال العدوّ من ثبات أو انجلاء عن القتال.
{ولكن الله سلم} أي من الإشعار بأنّ العدوّ كثير.
إنّ الاطّلاع على كثرة العدوّ يلقي في النفوس تهيّباً له وتخوّفاً منه، وذلك ينقص شجاعة المسلمين الذين أراد الله أن يوفّر لهم منتهى الشجاعة.
ولكنّه سلّم، لقصد زيادة إسناد ذلك إلى الله، وأنّه بعنايته ، واهتماماً بهذا الحادث.
وجملة: {إنه عليم بذات الصدور}، أي: أوحى إلى رسوله بتلك الرؤيا الرمزية، لعلمه بما في الصدور البشرية من تأثّر النفوس بالمشاهدات والمحسوسات أكثر ممّا تتأثّر بالاعتقادات، فعَلِم أنّه لو أخبركم بأنّ عدوكم سينهزمون، واعتقدتم ذلك لصِدْق إيمانكم، لم يكن ذلك الاعتقاد مثيراً في نفوسكم من الشجاعة والإقدام ما يثيره إعتقادي أنّ عددهم قليل، لأنّ الاعتقاد بأنّهم ينهزمون لا ينافي توقّع شدّة تَنْزِل بالمسلمين، من موت وجراح قبل الانتصار، فأمّا اعتقاد قلّة العدوّ فإنّها تثير في النفوس إقداماً واطمئنان بال، فلعلمه بذلك أراكهم الله في منامك قليلاً.