لما استشارت فاطمة بنت قيس رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن خطبها، فقال: أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد . قالت: فكرهته، ثم قال: انكحي أسامة. فنكحته، فجعل الله فيه خيراً، واغتبطت. رواه مسلم . ومع هذا يتساهل الكثير في هذه المسالة، صنف لا يسالون ولا يتأكدون، وصنف أخر يعرفون ويكتمون و لا بارك الله فيمن يغشون ويخدعون فيأتي لك بعريس يعلم انه سيء الخلق أو سيء السمعة ويقول لك انه " عريس لُقطه " أو عروسه لا تتشرف بها أي أسره ويقول لك أنها ذات حسب ونسب و فريدة من نوعها " يزعم إنها سيارة" فمن استشارك فقد وضع في عنقك أمانة أسره قد تبنى على الخير أو على الباطل سينالك أجرها أو ستحمل وزر ليش البنت لا : يجتهد العريس وأهله في السؤال عن العروسة، وعن كل ما يتعلق بها، عن ماضيها، وعن حاضرها، عن جسدها وشعرها وبشرتها وحالتها النفسية والصحية وأهدافها و امنياتها ويطلبون السيرة الذاتية لها أما البنت " يا قهري عليها " فالرجل لا يعيبه إلا جيبه وهو مقبول كان دميم الخلقة أو قاطع للصلاة أو سيء الخلق او مريض نفسي أهم شيء عوره نسترها، ولكن يا حسره بعد أيام تكتشف العائلة أن هذا الزوج قد فضحهم وكشفهم كشيفه ما لها غطاء كما إن بعض الأسر الله لا سامحهم يخفون عيب ابنهم حتى إذا ما تزوج اكتشفت العروسة أن زوجها مصاب بحاله نفسيه أو وسواس قهري، أو مصاب بمرض عضوي سرطان أو فشل كلوي أو فيروس كبد، وليس لها من الأمر شيء إلا أن ترضى بنصيبها وتقضي حياتها ممرضه من أول يوم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : من غشنا فليس منا، قالها لمن غش في بيع الخضار فكيف بمن يغش في الحياة الزوجية كيف بمن يغش إنسان في حياته ومستقبله.
وقد وصلت الأمور عند غيرنا أنهم يجرون فحوصات طبية على الرجل والمرأة قبل الزواج ليتأكدا من خلوهما من أي مرض، أما نحن فالعار والنار إذا طلب من الزوج ان يجري فحوصات بعد مرور عشر سنوات من الزواج دون إنجاب.