منذ سنوات وهو حاضر في قلب الأحداث يتفاعل معها بصدق، ويحضرها بإخلاص. فهو أول مسؤول في القضاء العسكري والمدني يتولى ملف محاكمة المجرم عبدالملك الحوثي وزبانيته. ناضل حتى صدرت الأحكام بتجريمهم في وقت توارى فيه حتى بعض كبار المسؤولين، ومسكوا العصا من المنتصف!! حضر الحاضري وغاب...، حضر في ميدان القتال وساحات النزال، وغاب عن أولاده وبيته.... أكثر من سنتين في أرض المعركة ليس فيهما انقطاع وهاهو يفارق دنيانا شهيدًا مجيدًا دون أن يلتقي بأسرته أو يلتقوا به، مع أن الأمر كان يتطلب إجازة وتذكرة سفر ليس إلا ، لكن نفسه الكبيرة أبت أن تغادر ميدان المعركة أو تفارق زملاء السلاح. غاب حتى عن مناسباته الإجتماعية الخاصة كزواج بناته... عُرس الأولى والعقد على الثانية واعتذر عن حضور كليهما!! من يعرف الدكتور عبدالله- وأنا ممن يعرفه ومن وقت مبكر- فسيعرف أنه كان يحضر عند المغرم ويغيب عند المغنم يعرف الكثير مدى قربه وقرب مكانته عند كبار المسؤولين لكنه النزيه، العفيف، النظيف، لا طمع، ولا جشع. كان مناضلًا ولم يكن تاجرًا آمن بمعركة اليمن الجمهوري ضد الإمامة العنصرية فخاضها بوضوح غير ملتفت لقريب أو صديق، فلم يكن القريب أو الصديق أكبر عنده من وطنه وقضيته . لم يتغير أو يجامل من أول طلقة في صعدة حتى آخر قطرة من دمه في جبهة المشجح كل من عرف اللواء الدكتور عبدالله الحاضري وخالطه، وعايشه، وجالسه، لايمكن إلا أن يقول عنه هذا الثناء وأكثر منه. فرحمه الله رحمة واسعة فقد كان نعم الرجل المخلص لدينه ووطنه، وقضيته، وقيادته عزائي الصادق لأسرته، للوطن، للجيش، للقيادة، لكل الشعب في هذا الرجل الذي عاش كبيرًا ومات كبيرا . إنا لله وإنا إليه راجعون.
محمد عيضة شبيبة
الحاضري.. الحاضر الذي لم يغب: 1051