الشهيد القاضي اللواء الركن الدكتور عبدالله الحاضري فقدته اليمن وهي في أمس الحاجة إليه ولخبراته القضائية والعسكرية. لقد فقدت اليمن عظيماً من عظمائها وعملاقاً من عمالقتها فقدت القاضي والعسكري والمحاضر والمربي والقدوة في القضاء والجيش والحياة الرجل المتواضع صاحب الأخلاق العالية. عندما تجلس معه لأول مرة يخيل إليك كأنك تعرفه منذ وقت طويل يسحرك بحلو كلامه وسمو أخلاقه وبوطنيته وحبه للوطن. وبحرقته وتألمه على واقعنا وبوعيه ومعرفته العميقة بالفكر الحوثي السلالي العنصري ويرى أنه لا يمكن التعايش معه ويجب مقارعته ومقاتلته وأن مقارعته تبدأ بتعرية فكره القائم على الضلالة والتضليل وبهدم فكرة الولاية القائمة على أدلة واهية تدحضها الأدلة القرآنية القطعية. وهذه الفكرة الشيطانية القائمة على التميز (نحن أبنآؤ االله وأحبآؤه......) لا بد من القضاء عليها لأنها دمرت اليمن واليمنيين.....الشهيد الحاضري كان يمكن أن يكون في فنادق الرياض أو القاهرة أو اسطنبول عند أولاده أو غيرها أوفي مكتبه في مأرب باعتباره الرجل الأول في القضاء العسكري أو معتكفا في مسجد في هذا الشهر الكريم لكنه ترك كل ذلك وراء ظهره ومرغ قدميه في سبيل الله. ..متمثلا قول الشاعر....يا عابد الحرمين لو ابصرتنا.. لعرفت أنك في العبادة تلعب. الشهيد كان في القضاء في المقدمة يحاكم قيادة الانقلاب الحوثي وفي التوعية في المقدمة يحاضر ويفضح الفكر الحوثي وفي المعركة في مقدمة الصفوف...كان شجاعاً مقداماً جريئاً في الحق (لا يخاف في الله لومة لائم ) وكان عميق التدين وقوي الصلة بالله لقد استشعر قول الله (انفروا اخفافا وثقالا.....) فكان في مقدمة الصفوف وتمثل قول الله (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة. ....)فباع نفسه وماله لله وترك كل الألقاب التي حصل عليها القضائية والعسكرية والعلمية. القاضي واللواء الركن والدكتور ليحصل على لقب واحد ووسام واحد الشهيد (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. .....) بحث عن هذا اللقب كثيرا حتى حصل عليه صدق الله فصدقه الله (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا االله عليه. ...)هنيئا لك الشهادة وروحك تسرح وتمرح مع الشهداء في حواصل طيور خضر في الجنة. ..عندما سمعت عن استشهاده سألت أكثر من واحد كيف تم استشهاده ?كنت أظن ربما خرج في زيارة للجبهة او ربما بصاروخ أو لغم....ولكن جاءني الخبر اليقين أنه استشهد في الجبهة وهو يقاتل وفي مقدمة الصفوف إن الشهيد الحاضري تكلم وحاضر وحاكم الفكر الحوثي ثم عمد ذلك بدمه وهذه رسالة لكل اليمنيين كبارا وصغارا ورجالاً ونساءً....أن انفروا اخفافا وثقالاً وجاهدو او قاتلوا هذا الحوثي السلالي العنصري عسكريا وفكريا استشهاده ومن سبقه من الشهداء يبعث الحياة في الشعب اليمني بالاستمرار في الجهاد حتى النصر بإذن الله تعالى. رحمه الله رحمة الأبرار وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وعصم قلوب أهله وأحبائه بالصبر وعظم الله أجر الجميع ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل.
عبدالحافظ الفقيه
علو في الحياة وفي الممات..... 957