في فجر عيد الفطر المبارك، لم يكن أحد يتوقع أن أحياء مدينة تعز سوف تكون هدفاً لقصف مكثف بمختلف أنواع الأسلحة نفذته ميلشيا الحوثية الإرهابية بالتزامن مع هجوم استهدف مواقع استراتيجية للجيش الوطني والمقاومة شمال غرب المدينة .
القصف تسبب في استشهاد أطفال أبرياء كان يتشبثون بفرحة العيد التي انتزعت من براثن الأوضاع المأساوية والظروف الاقتصادية البائسة التي تعيشها تعز وأهلها ضمن هذا الطيف الواسع من الشعب اليمني المتعب والمرهق .
تريد هذه الميلشيا الإجرامية أن تظفر بفرصة لإحكام الخناق على مدينة تعز، تماماً كما يفعل الصهاينة في غزة، والأسوأ أنها أرادت أن تمرر جريمتها في لحظة تنصرف فيها الأذهان نحو القدس وغزة اللتين تتعرضان لأعنف عدوان صهيوني منذ احتلال هذه الأرض المقدسة من قطعان المستوطنين .
تقدم قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين رسائل مراوغة إن لم تكن مناقضة للنهج العدواني للميلشيا ضد الشعب اليمني، من خلال تغطيتها الموسعة لأحداث الحرب في غزة، مستندة إلى المطبخ الإعلامي في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، لتشير بذلك إلا أنها جزء من مشروع المقاومة، وهي في الحقيقة تمثل جزء من العدوان الصلف الذي تحركه نزعات أقلوية طائفية ضد الأغلبية .
إذ تتساوى دعاوى الصهاينة مع الحوثيين ومن خلفهم المنظومة الشعبية التي تتحكم فيها طهران، في التذرع بأحقية السيطرة والاستئثار والحكم واسترخاص دماء الأغلبية وكل ذلك يتم في ظل تغطية كاملة من جانب الغرب .
دفعت تعز فجر عيد الفطر المبارك، ثلة من خيرة رجالها الذين صدوا بشجاعة مذهلة، هجوماً لعشرات من المسلحين الحوثيين بأسلحتهم الثقيلة والمتنوعة، عشرة أبطال استشهدوا في تلك المواجهات، والتي تأكد للحوثيين أن تعز ليست سهلة، وأن رجالها سيستمرون في مقاتلة هذه الميلشيا حتى هزيمتها .
يقتلون الأطفال في تعز دون أن ترف لهم جفن، ويستبيحون الأحياء المدنية، وهو سلوك الصهاينة والمجرمين، لا فرق تماماَ بينهما، فهم يمارسون الإرهاب بصفته استعمال مفرط للعنف لتحقيق أهداف سياسية .
لكن ثمة حقيقة ثابتة ينبغي للحوثيين وهم يواصلون جرائهم ذات النزعة الطائفية الواضحة، أن الشعب اليمني في تعز أو في مأرب وفي غيرها من المحافظات والمناطق، يدرك جيداً أن أسوأ مصير يمكن أن يواجهه، ليس الموت في المواجهات المحتدمة مع هذه العصابة بل في بقاء اليمن في أيدي العصابة الإرهابية تتحكم به وترهنه لإرادة إقليمية شريرة وأكثر طائفية .
لذا فإن الأولوية المطلقة اليوم هي استعادة الدولة من أيدي العصابات الميلشياوية الإمامية الزيدية، والانفصالية القروية، وضرب الإمكانيات التي تستند إليها الميلشيات المناطقية التي أنشأتها الإمارات في جنوب اليمن وتبديد المزاعم التي تسوقها بشأن الدولة الجنوبية، كمشروع لم يكن سوى جزء من مخطط ضرب الدولة اليمنية الديمقراطية واحتواء ربيع اليمن عبر هذه الكيانات الإجرامية المسلحة الحوثية منها والانفصالية .
