للمرة الثانية تأتينا معلومات من المصادر الأمريكية عما تقوم به الإمارات في جزيرة ميون اليمنية المتحكمة بمضيق باب المندب، وهو امر مخجل اذ ان معلومات كهذه يفترض ان يكون مصدرها السلطة الشرعية ورجالها .
تتصرف الإمارات خارج منطق الدعم الاخوي او الإسناد العسكري للحكومة الشرعية وتقدم نفسها مستعمرا جديدا للأجزاء الاكثر حيوية من التراب اليمني .
تنشئ الإمارات مطاراً لأغراض عسكرية عدوانية توسعية في جزيرة ميون اليمنية، ليكون بديلا عن قاعدتها السابقة في عصب الاريترية، قاصدة من ذلك البناء على شراكتها الاستراتيجية مع الكيان الإسرائيلي، وتتطلع الى ان يكون تواجدها في باب المندب قيمة مضافة للشراكة "الابراهيمية" المنبوذة والتي اسقطتها معركة سيف القدس .
وقوف نتنياهو مع السفير الاماراتي في تل ابيب امام خارطة المنطقة حيث كان يعدد السفير نفوذ أبو ظبي، كشف عن الدور القذر الذي تقوم به ابوظبي التي تتورط في لعب دور القواد المبتذل، وهي تعرض مناطق مفصلية في الفضاء الحيوي العربي على الصهاينة .
لم تعد الإمارات حليفا للسلطة الشرعية، فقد أسست لنفسها مهمة عسكرية أمنية منفصلة تتعلق بمكافحة الإرهاب المزعوم في بلدنا خارج مظلة التحالف العربي المفترض الذي تقوده السعودية .
هذا الامر يستدعي موقفا واضحا من الحكومة الشرعية، وان لم تفعل فهي الخيانة التي تستدعي تحركا شعبيا وسياسيا لإنهاء الدور السيء لهذه السلطة .
ومطلوب من السعودية القدر ذاته من الوضوح، حيال التعديات الإماراتية، و ان لم تفعل فإنها شريك في المهمة الاستعمارية التي املتها حالة الزهو العابرة التي عاشها البلدان في ربيع 2015، وهما اليوم يرتديان الى الحضيض عبر هذه الممارسات العدائية ضد سيادة اليمن ومصالح الأمة .