في اليمن يحرص السلاليون أن يتخاطبوا فيما بينهم بألقاب التبجيل، وأوصاف التعظيم، كسيدي، ومولاي، ويا ابن طه ...!!
يُظهرون الاحترام لبعضهم حتى ولو كانوا يُبطنون غيره !!
تجد الكبير فيهم يقول للطفل منهم :
في أي صف تدرس يا سِيْدِي؟ !
سَلِّم على الوالد يا سيدي !!
يُفخمون بعضهم لنُفَخِمهم !!
يُلقبون بعضهم بهذه الألقاب لنُلقبهم !!
يتداولونها فيما بينهم لتتقبلها أسماعنا، ويضفونها على أنفسهم لتسهل على ألسنتنا !!
لذلك تسمع من ، مسبع، مربع، عسيب، وعمامة، وشنب، وشيخ مراغة، يخاطب حتى طفل السلالي فيقول له يا سِيْدِي !!
في المقابل تجد أصل العرب فيما بينهم، أحمر العين فيهم من يُسارع في احتقار أخيه، ولمزه، ونبزه، ونفي أصله ونسبه، والتنقيب عن عيوبه وعوراته بل والخروج على الهواء لتشويهه !!
لا يمكن أن أدعو إلى التخاطب بمثل هذه الألقاب، ولا أريدها أن تشيع في مجتمع المساواة، وليس هناك أرقى ولا أنقى من لقب الأخ، لكنني أردت بهذه الجرعة أن نعي أساليب القوم، وفي نفس الوقت ندرك حجم سذاجتنا في هدم بيوتنا وتحطيم رموزنا وتشويه أنفسنا !!
ما كان لي أن أكتب مثل هذا الكلام لولا أنه واقع وضرورة ولأن الوعي والتثقيف فريضة
محمد شبيبة