غداً، سيحتفل الحوثيون بجريمتهم النكراء في اجتياح صنعاء وخراب اليمن .. وسوف يستمرون في تسمية جريمتهم الشنعاء تلك، ثورة 21 سبتمبر .. لكن التاريخ سيقول إن أشد أيام اليمنيين شؤماً، كانت يوم دخول الرسي صعدة قبل أكثر من الف عام، ويوم دخول الحوثي صنعاء في 2014 ..
سيقول التاريخ إن جماعة أصولية طائفية فاشية متخلفة اجتاحت عاصمة البلاد، التي يحرسها عشرات الآلاف من الجنود، ولكنهم آثروا الحياد، ولم يبذلوا جهداً في حمايتها ..
وسيقول أيضا؛ إن الثورة اليمنية التي أطاحت بالإمامة والإستعمار، قبل ستين عاماً، لم يبق منها الا اسمها عشية الغزو الحوثي، وأن تلك الثورة قد سُرقت على مراحل، وأن النخبة السياسية التي تتربع في الواجهة، عشية الغزو، باتت رديئة إلى الغاية، وأنانية بلا حدود، ومتناحرة بأقصى طاقة وقوة، وأن الرداءة والفساد والتناحر استمر سنوات بعد الغزو والإجتياح، وأن نكبة الحوثي وتداعياتها نتجت عن كل ذلك .
وسيقف التاريخ طويلا، أمام توقيع ما سُمي باتفاق السلم والشراكة، الذي وقعه القادة القاطنون في صنعاء، مع الغزاة، بعد ساعات من سيطرتهم على كافة مؤسسات الدولة في صنعاء ..
ولو لم يُوثَّق كل ذلك بالصوت والصورة، فلن تصدق الأجيال القادمة ما حدث ويحدث منذ ليالي الإجتياح المشؤومة، وما قبلها، وما بعدها، إلى هذه اللحظة .
سيتعجب التاريخ ويتألم من حال التحالف العربي، وعدته الضخمة وعتاده الكبير، وإمكاناته الهائلة، وعن تخبطه وفشله في اليمن.. وسوف يجن جنون التاريخ، وقد يستنكر كثيراً، من تكوين التحالف مليشيات مسلحة تناوئ وتقاتل الحكومة الشرعية التي جاء التحالف لدعمها، وإعادتها إلى صنعاء، وعن دعم الانقلابات في عدن، ضد الحكومة الشرعية، وعما جرى ويجري في بر اليمن وبحرها، وجزرها، مثل بلحاف وميون وسقطرى .
ولا بد أنه-أي التاريخ - سيقول إن اليمنيين في النهاية تعلموا الدرس، ولعله سيتحدث عن سهولة الحسم في النهاية، عندما اتحدت كلمة اليمنيين، وتوحد صفهم، وتخلصوا من التفكك والتشرذم، وأدركوا أنه لا يحك جلدك مثل ظفرك .
ولعل التاريخ سوف يقول في النهاية ؛ إن النكبة اليمنية المروعة التي تسبب فيها الحوثي، كانت بداية نهاية الزيدية السياسية والإمامة، التي تسببت في مأساة وخراب اليمن منذ أكثر من الف عام .