;
ياسين التميمي
ياسين التميمي

عن الدعم السعودي لمعارك مأرب؟ 1157

2021-10-23 07:53:36

هل المعارك التي تدور اليوم في مأرب وشبوة هي الجولة الأخيرة من الصراع الدائر بين شعب يريد استعادة دولته وبينما التنظيمات المسلحة التي تستهدف هذه الدولة وهويتها وكيانها القانوني؟

shape3

سؤال يتردد اليوم في ظل رغبة مبطنة ومعلنة من جانب دولتي التحالف، للأسف الشديد، لتثبيت سردية أن مأرب هي آخر قلاع الشرعية، على نحو يتجاوز شبوة التي ينظر إليها على أنها جزء من الجنوب بغض النظر عن تموضع رأس سلطتها المرحلية في هذه المرحلة .

إن الوضع الذي أصبحت عليه مأرب اليوم، هو من الخطورة بمكان، لكنه لا يعني على الفور أن مدينة مأرب وكتلتها السكانية جاهزة للاستسلام، ومع ذلك يمكن للسعودية أن تستخدم مأرب كنموذج للانتهاكات التي تمارس من جانب الحوثيين، وكأن المجتمع الدولي لا يعرف حجم الإرهاب الذي تمارسه هذه الجماعة الطائفية، إنه يعرف لكنه لا يكترث طالما أن هذا الإرهاب واقتل والتدمير والحصار يمارس ضد اليمنيين .

يتجلى هدف الإسناد الجوي الذي تقدمه السعودية، في شكل حرص على إبقاء مأرب أبعد من أن ينالها الحوثيون في هذه المرحلة، وذلك لكي يتحقق هدف تسويق الوضع الإنساني الخطير كمقابل موضوعي للحالة الإنسانية المتردية في اليمن، والتي يعزيها المجتمع الدولي إلى استمرار الحرب، والتهمة في الغالب تذهب إلى السعودية وليس إلى الحوثيين .

لكن ما من أحد في العالم كان ليستطيع أن يقنع السعودية بخفض مستوى تدخلها العسكري في مأرب إلى هذا الحد، لولا أنها بالفعل ترغب في تصميم الخاتمة التي تتوافق مع مصالحها لهذه الحرب، لذلك قد يبدو أن الضغط العسكري الذي تتعرض له مأرب هدفه شل قدرة مأرب على التأثير في محيطها وتركيز كل جهدها للدفاع عن المدينة وكتلتها السكانية، ودفع هذه الكتلة السكانية فيما بعد للقبول بأي حل تفرضه السعودية والإمارات .

لا يزال بوسع اليمنيين أن يدفعوا بالمواجهات الدائرة على الساحة اليمنية وبالتحديد في مأرب وشبوة إلى مستويات من التعقيد يصعب معها على السعودية والإمارات التحكم بمآلاتها كما نشاهد اليوم .

لقد أثبتت الأحداث الماضية أن الدفاع عن مأرب يكون أكثر صلابة وتأثير حينما يستند إلى القوة الذاتية للمدافعين وإلى إمكانياتهم وحينما ينقطع الأمل بإمكانية استمرار السعودية وفي تقديم الدعم بما في ذلك الدعم الجوي .

لا يمكن التقليل من أهمية الإسناد الجوي الذي تقدمه للسعودية، لكن الجيش والشرعية يحتاجان إلى تعزيز إمكانياتهما الذاتية من خلال الأسلحة النوعية الميدانية، القادرة على معادلة المعركة بل وتحويلها جذريا باتجاه الانتصار على الجماعة الحوثية الإرهابية، وإلا فإن الإسناد الجوي سيبقى نوعا من الاختطاف النبيل لمعركة اليمنيين ضد أعدائهم .

إن كل ما تحرص عليه السعودية من خلال استعراض دورها في الإسناد الجوي هو الإبقاء على سيطرتها كاملة ومؤثرة في مجريات العمليات العسكرية، بحيث تقرر متى ينتصر الحوثيون ومتى يتراجعون في ساحة المعركة، طالما وهي تتحكم بالطرف الآخر في هذه المعركة .

هذا الأمر لا يندرج بالتأكيد في خانة الإسناد الأخوي بقدر ما يندرج في خانة التوظيف السيئ للتحالف المشترك ومصادرة الطرف الآخر في هذا التحالف وسلبه القرار والتأثير، وهذا ما يحدث بالتأكيد اليوم في مأرب وشبوة، إذ لا يفتقد الجيش الوطني فرصة الانتصار ولكنه يفتقد إلى الإمكانيات التي تحرمه منها حليفته السعودية، وهذه هي كل المشكلة، التي ستكون ارتداداتها سيئة وكارثية على السعودية وليس على اليمن فقط فيما لو مضى الحوثيون في تحقيق المزيد من المكاسب الميدانية .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد