لقد عاش الشهيد ضياء الحق مجاهداً مقاوماً حراً كريماً شجاعاً مقداماً رحيماً بالفقراء والمساكين متواضعاً مبادراً في كل قضية يرى أنه يمكن يحلها أو يشارك في تخفيف المعاناة فيها ثائراً مقاوما ضد الاستبداد والاستعباد، ولذلك كان من ثوار 11 فبراير من أول يوم حضر مسيراتها واعتكف في ساحتها وظل مرابطا فيها حتى أخر لحظة في حياته وكان خطيب الساحة ابتداءً من خطبة البداية فبراير2011 م، أو موجهاً ومرشداً قبل الخطبة وهو الذي يختار أسم كل جمعة، وكان إنسانياً يتعامل مع قضايا أسر الشهداء والجرحى تعاملا كأنه هو المسؤول عنهم، وعمل وتابع وشارك في تشكيل رابطة الشهداء ورابطة الجرحى ورابطة ضحايا القنص والألغام، وشارك مشاركة فعالة في ملف الأسرى وتحمل كل المعاناة من أقارب الأسرى ومن التفاهم والتفاوض مع الطرف الحوثي عن طريق الوسطاء حتى كان أخر انجاز له في الصفقة الأخيرة بتحرير 136 مختطفاً وأسيراً.
كان رحمه الله له دور كبير في المقاومة وتشكيل مجلس المقاومة، واختير مقررا له وكان الدينامو المحرك فيه وكان له دور كبير في مديريته سامع سواء في التعليم أو التوجيه أو الجانب الاجتماعي والخيري ورعاية الفقراء والمساكين ورعاية الطلاب والاهتمام بهم، وكان منزله مقراً لأكلهم ومسكنهم، كان يتعامل مع الجميع كأب وأخ للجميع لا يفرق بين قريب أو بعيد أو شخص وأخر، وكان إذا سافر إليها تأخذ من وقته الكثير وذلك لتفانيه في حل المشاكل الاجتماعية والأسرية مهما كلفه ذلك من وقت ومال وجهد وتعب.
ويحرص على الجانب الإنساني والحضور في الأفراح والأتراح، كان يحمل قضية ورسالة ولذلك لا ينتظر التكليف من أحد فما يراه ممكن المشاركة فيه من عمل أو قضية أو مشكلة أو فقير يمكن مساعدته أو مريض يمكن علاجه أو شاب يريد الزواج فلا يتردد شعاره (وافعلوا الخير...) .
ويقوم بالتقريب بين قيادات اجتماعية أو حزبية أو قيادات مقاومة أو جبهات فلا يتردد ويبذل كل وسعه وجهده.
كان يمثل القدوة العملية في أخلاقه وسلوكه وعمله وتعامله وبساطته وتواضعه.
يألف ويؤلف ولا يتكلف لقد كان ضياءً يضيء لمن يلجأ إليه من التائهين والحائرين والبائسين والفقراء والمرضى والجرحى وأسر الشهداء وطلاب العلم ما يستطيعه ليقف معهم وينير في طريقهم الحلول الممكنة..
وكان له دور طيب في العمل النقابي وأصبح رئيس دائرة النقابات في مكتب الإصلاح....
كان سليم طيب النفس لا يحمل حقداً لأحد حتى من سبوه وشتموه وحرضوا عليه لم يرد على أحد، وكانت هناك حملة شرسة ضده مرتبة ومقصودة وممنهجة ولكنه لم يبال بها ولم يلتفت اليها.. انطلاقاً من قوله تعالى (وإذا خاطب هم الجاهلون قالوا سلاما..)، رغم شعوره بالاستهداف ونصحه لكنه كان لا يتصور أن يصل الإجرام بالمجرمين الى قتله ولذلك كان غالبا ما يسير بدون حراسة عاش ًكبيرا ومات كبيراً، ضياءً في حياته وضياءً باستشهاده سيظل كذلك للأجيال القادمة.
وإذا النفوس كانت كباراً.. تعبت بمرادهن الأجساد.
وسيبقى كل الأحرار الثوار ومن سار معه وعرفه على نفس المبادئ حتى يتم النصر للثورة والجمهورية وهزيمة الانقلاب الحوثي السلالي العنصري وعناصر الظلام الإرهابية التي عاش الشهيد محارباً لها ومقاوماً ومرشداً للوقوف ضدها (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا..). هذا ضياء الإنسان يصيب ويخطئ ويحسن ويسيء ومن حسن خاتمته أن أختاره الله شهيداً (ويتخذ منكم شهداء....)..
جنازته أمس في ساحة الحرية والتي اكتظت بالجموع الحاشدة من كل تعز تثبت أنه حي لم يموت فشهادته أحيت أمة كشهادة صاحب الأخدود (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون . )
رحم الله الشهيد ضياء الحق رحمة الأبرار وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وعصم قلوب أهله وأحبائه بالصبر وعظم الله أجر الجميع ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل.