الجبروت الإيراني تجاوز الحد الفاصل بين الممكن والخيال. بمجرد أن أسفرت الانتخابات العراقية عن نتائج ليست "كلّيّاً" في صالح إيران.. قامت ميليشياتها بمهاجمة سكن رئيس الحكومة العراقية بالطائرات المسيرة في بغداد، داخل المنطقة الخضراء. اليمن في القبضة الإيرانية، العراق، الشارع البحريني، شرق وجنوب السعودية، المزاج العُماني السياسي، نصف الشارع الكويتي، وجالية إيرانية / موالية ضاربة الجذور في دول الخليج. خبر القبض على الخلية الكويتية التي تعمل لصالح حزب الله مثير للغاية، فالمقبوض عليهم ليسوا أناساً عاديين، بل من داخل طبقة سياسية واقتصادية رفيعة، من أسر عريقة الحضور داخل البرلمان الكويتي. أيضاً يجري الحوثيون منذ أشهر محاكمات لأولئك الذين صادقوا على اتفاقيات ترسيم الحدود مع السعودية، أي يعودون بالوضع الحدودي إلى ثلاثينات القرن الماضي، حيث كانت جيزان، عسير، وديعة، شرورة، نجران وغيرها أراض يمنية .
الخليج ليس وحسب منشغل عن كل هذا الجبروت، بل يخوض حرباً شرسة ضد بعضه البعض، وفي سبيل ذلك الصراع البيني يستعينون بإيران في الخفاء. فما فعلته الإمارات قبل نصف عام لا يمكن أن يكون مجرد انفعال، إذ استقبلت السفير الإيراني بالسجادة الحمراء، حرس الشرف، طلقات النار والموسيقى المبجّلة بالرغم من أن الرجل يسكن في أبو ظبي بالقرب من بيت شيخ البلاد !