من أكثر التطورات التي تشهدها المواجهات العسكرية في محافظة مأرب الأنباء التي تحدثت عن استخدام الحوثيين مروحية قتالية لتعزيز تقدم مقاتليها ومحاولة السيطرة على جبل البلق الشرقي الى الجنوب الشرقي من مدينة مأرب العتيدة .
الصور التي نُشرت عن الطائرة المروحية أظهرتها وهي تقصف مواقع للجيش والمقاومة وسط أنباء عن ان جزء من مهمة الطائرة كان يتعلق بإيصال مؤن وذخائر لمقاتلي الجماعة الإرهابية .
هو تطور لافت بالتأكيد ويشير الى أن ثمة مخابئ حصينة أبقت هذه المروحية وربما مروحيات أخرى بعيدة عن متناول طائرات وصواريخ وقذائف التحالف بالغة الذكاء والدقة، وأبقت معها الذخائر التي تستخدمها هذه الطائرات، التي تشير المصادر الى أن الجيش في عهد صالح كان يمتلك 45 منها وهي من نوع ميل مي 8 وميل مي11 وميل مي17 ولدى القوات الحكومية حضرموت عدد غير معروف بالتحديد من هذه الطائرات التي يمكن استخدامها إذا ما تفادت الصواريخ الحرارية .
لا يمكن تخمين كم تبقى من هذه الطائرات لدى الجماعة الحوثية الإرهابية المسلحة، ولكن ما يتعين الإضاءة عليه هنا، هو أن مجرد تحليق هذه المروحية في مسرح العمليات يشير الى توفر مزايا عديدة يستفيد منها الحوثيون، أولها وجود مروحيات في الخدمة ومنظومة اتصالات لإدارة وتوجيه هذه الطائرات واستخدامها، بالإضافة الى سلسلة الامدادات التسليحية الخاصة بهذه المروحيات .
هذا الأمر لا يعني مطلقا أن الحوثيين بوسعهم استخدام هذا السلاح الجوي في أي وقت وفي أي مكان، لقد استخدموا عنصر المفاجأة، وهذا يعني انهم سيفكرون ألف مرة في إعادة استخدامه، لأسباب عدة منها أن طيران التحالف سيُدخل المروحيات كجزء متوقع من الأهداف الجوية التي سيتعامل معها، وثانيا سيستدعي ذلك توفر صواريخ حرارية لدى القوات الحكومية للتعامل المستقبلي مع المروحيات .
وأسوأ شيء ان يغض التحالف الطرف عن هذا السلاح وربما يستفيد منه في ممارسة المزيد من الضغوط والابتزاز على الشرعية وقواتها للحصول على المزيد من التنازلات .
علما بأن استمرار وجود هذا السلاح بيد الحوثيين بدون أن يتعامل معه التحالف بما لديه من إمكانيات، من شأنه أن يوفر شاهدا قويا على تواطؤ التحالف وعدم جديته في التعامل مع المخاطر المحدقة بالحكومة ومعقلها الرئيس في مقابل الضربات الجوية التي اعاد توجيهها بقوة على أهداف عسكرية تابعة للحوثيين خصوصا في العاصمة المحتلة صنعاء، لأنها بالتحديد تشكل تهديدا للأمن السعودي وللعمق الاستراتيجي للملكة .
لذلك أنا على يقين بأن الجيش الوطني بات بوسعه أن يتخفف من الضغوط الصلفة التي يتعرض لها وبوسعه ان ينوع خياراته، فلديه هذه المرة حجة قوية وهي أن طيران التحالف أخذ الكثير من التنازلات السيادية من الدولة اليمنية ومن سلطتها الشرعية، ليتبين في الأخير أنه كان ينفذ مهمة انتقائية للغاية وهي تقليل الخطر الآتي على دوله، وبالأخص السعودية، من الترسانة العسكرية التي ورثها الحوثيون من نظام صالح البائس وتلك التي يتلقونها بشكل متواصل من إيران المسكونة بنزعة توسع جيوسياسية وطائفية مقيتة .