ما نزفت يوما دماء الأحرار في أرض إلا وازداد ثبات أقدام رفاقهم الأبطال في مراسيها، ولا صعدت روح إلى مرتقاها إلا وتصلبت عزائم أرواح من فارقتهم في مواجهة زيف كاهن متغطرس دون كلل أو ملل حتى ينكسر قطيعه الزاحف دون رؤية غير إشباع رغبة سيئهم في قتل من يختلف معه، فيصمدون حتى يُذل جَمع الباغي المتبلد حين يرون جثامين من سبقوهم ممرغة ومنسية بين أكوام الرمال .
ها قد ترجل القائد اللواء الركن ناصر الذيباني مجندا لنفسه واقفا في رحاب هذه الأرض، في سبيل استرداد حرية وكرامة شعب منكوب وحماية وصون مجتمع مخذول، حاملا طموح مشروع جامع، يتمثل في استعادة عار دولة أصبحت مؤسساتها منهوبة في زوايا رواق وخبايا كهف ..
استشهد القائد الكبير بهمته وهمومه مثل الكثير من الشهداء في هذ الأرض الأم التي جمعت بين كل الأحرار من مارب ورفاقهم أبناء إب وريمة والجوف وصنعاء والحديدة وذمار وصعدة وحجة وتعز وعمران والضالع وابين والبيضاء والمحويت وكافة مناطق اليمن، حتى أصبحت أرضا جامعة، رافضا الاستراحة خارج ميدان المعركة خلال سبع سنوات من النضال الرافض للتسلط السلالي على حساب قيم وثوابت واعراف الهوية اليمنية المتجذرة منذ آلاف السنين، ولسان حاله يلهج بقول الفضول :
هاك منّا قسماً يا ارضنا
خالداً في شدةٍ أو في رخاءِ
لن يُلاقي البغي إلا رفضنا
رفض جبار شريف الكبرياءِ
هاهُنا نحن وقد وحدنا
وطن أصبح منا أثْمَنَا
وغدت أصقاعه معبدنا
لم ولن نعبد فيها وثنا
أو يرى نخاس أرضٍ أننا
نأخذ الدنيا ونُعطي اليمنا
كم سلكنا ومشينا
طُرقاً تفنى بها روح الفناءِ
ورفضنا وأبينا
ركعة الهون وضعف الإنحناءِ
نحن رفض رافض إن مسنا
ظلم ظلاّم بعيداً أو قريبا
كم رفضنا ولبسنا رفضنا
حللاً حمراً وإصراراً عجيبا
نحن رفض أبداً لكننا
نعشق الحق جليلاً ومهيبا
هذه الأرض التي سرنا على
صهوات العز فيها وأتينا
وملكنا فوقها أقدارنا
ونواصيها فشئنا وأبينا
أبداً لن تنتهي فيها انتصاراتنا
إلا إذا نحن انتهينا
رحمة الله تغشاك يا أبو منير اللواء الركن ناصر الذيباني ورحم كافة الشهداء الذين سقوا مؤسسات الدولة الجمهورية والدستورية بدمائهم الزكية، لتحصد الأجيال القادمة ثمار تضحياتكم المتمثلة بالأمن والعلم والصحة والعدالة والمساواة المجتمعية .