فقدت تعز واليمن منارة علمية وقامة سامقة ومرجعية معتدلة وقامة اجتماعية متواضعة وشاعر أديب متمكن وسياسي حكيم متفرس وفقيه متمكن يجمع بين معرفة النص والواقع وخبير في شئون المجتمع
العالم المربي الوسطي المعتدل الحركي الذي يؤمن بوجوب العمل الإسلامي والسياسي الحكيم والكريم الشجاع والاجتماعي المتواضع.
لقد عاش طالباً باحثاً عن العلم والعلماء فدرس في جبلة وكان أثناء دراسته من الطلاب النجباء المتميزين
فكان طالبا ومدرسا وعندما انتقل الى تعز كان إماما وخطيبا ومعلما في مسجد الغفران ثم مدرسا وموجها ومرشدا في مدارس تعز .
كان رحمه الله يحمل الفكر الوسطي المعتدل لا يتعصب لمذهب ولا رأي وكان من مؤسسي العمل الإسلامي مع الأستاذ عبده محمد المخلافي رحمه الله وقائدا للعمل الإسلامي بعد وفاته بفترة من الزمان وظل مرجعا للعلماء الذين يفدون الى تعز كالشيخ عمر احمد سيف والبيحاني وناصر الشيباني وغيرهم ثم كان من مؤسسي التجمع اليمني للإصلاح ورشح باسمه في عام 1993م وفاز في الانتخابات كعضو في مجلس النواب
له دور كبير في تأسيس دار القرآن في تعز والمعاهد العلمية.
ودور كبير في التربية والتعليم كمدرس ثم موجه في المدينة والريف وداعية. ومرشدا ومحاضرا وواعظا في المساجد وله دور كبير في نشر العلم والمعرفة في صنعاء وعدن وتعز وغيرها فلقد كان مسجده منارة علمية ومحاضراته العامة والخاصة وحلقاته العلمية المستمرة لأكثر من خمسين عاما هذا الأثر الكبير ظهر من خلال جنازته رحمه الله.
وكان رجلا اجتماعيا يهتم بالفقراء والمساكين ويحل كثير من القضايا الاجتماعية وعنده حس مع من يعرفهم في تحسس مشاكلهم والعمل على حلها وأحيانا تجده يحفظ اسماء الأسرة كلها ويسأل عنهم .
ومرجعا للناس كلهم فهو لا يتعصب لجهة معينة أو حزب فالحق رائده...وكان له دور كبير في مجلس النواب وخاصة في لجنة تقنين الشريعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقول الحق لا يخاف في الله لومة لائم ولمواقفه القوية تم العمل على عدم فوزه مرة أخرى في الانتخابات... وكان مهتم بالشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي الى أخر لحظة من حياته وهو يسأل عن التغييرات الأخيرة في اليمن وعن الاقتصاد ....
فلقد زررته الساعة الواحدة بعد الظهر قبل وفاته بساعتين تقريبا وهو بكامل عقله وصحته جيدة.
وسألني عن التغيير الذي حدث فقلنا له إن شاء الله لصالح اليمن وعن الاقتصاد والبترول فقلنا له هناك تحسن ثم دعوت له بالشفاء وكان يؤمن بعدي وودعته ولم أكن أتوقع أنها زيارة الوداع وعندما جاءني الخبر لم أصدق ولكنه الموت سنة الله في خلقه (كل نفس ذائقة الموت ..)(وماجعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإين مت فهم الخالدون...) وإن شاء الله سيقوم أولاده وتلامذته في مختلف التخصصات والميادين بملء الفراغ الذي تركه فلقد كان رحمه مشجعا ومحفزا لطلابه في جميع المجالات العلمية والسياسية والاجتماعية والثقافية والحياتية وكذلك بجمع ثروته العلمية من كتب ومحاضرات وخطب وفتاوى وغيرها وفقهم الله بالقيام بذلك
رحمه الله رحمة الأبرار وجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وعصم قلوب أهله وأحبائه بالصبر وعظم الله أجر الجميع ولاحول ولا قوة الا بالله العظيم وإنا لله وإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل.......