يعد الشيخ أحمد بن حسن المعلم من أبرز علماء اليمن الكبار، وصاحب الجهود العلمية والخيرية والفكرية الكبيرة، وله في طلب العلم رحلة طويلة وملازمة لعلماء الأمة الكبار في اليمن وفي السعودية وفي غيرها .
وقد شغل الشيخ أحمد حسن المعلم منصب رئيس اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية ، ومناصب أخرى حكومية وعلمية إضافة إلى كونه نائبا لرئيس هيئة علماء اليمن فهو بحق الأنموذج الرائع للعالم الذي يعيش هموم الناس ويتفاعل مع مشاكل الواقع ويسعى في حلها وإصلاحها ، فحضرموت تشهد على جهوده الدعوية ونشاطاته العلمية والعملية فهو الساعي دوما لإصلاح ذات البين وحل المشاكل وتقديم النصح والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ولو أن السلطة تستمع لنصائح علماء اليمن الأحرار أمثال الشيخ المعلم فلا شك أن اليمن ستكون بخير ولكن ما أضاع البلاد إلا إعراض الحكام عن سماع نصائح العلماء الأحرار والعمل بها .
من مسقط رأسه في شُعْبَة بامُحمد قرب وادي عمد بحضرموت بتاريخ 1373هـ ، ثم بدأ المُعلِّم مشواره العلمي في كتاتيب قريته المتواضعة عند شيخه حسن العمودي، ثم سافر بعدها للخارج ليكمل فيها الإعدادية ثم الثانوية ثم الجامعة حيث درس في كلية دار الحديث بالمدينة المنورة ثم تلقى العلم بعد ذلك على مشايخ كثر من أبرزهم الشيخ عبد العزيز ابن باز والشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني والشيخ أبا بكر الجزائري وغيرهم رحمهم الله .
بعد عودته لليمن شارك الشيخ المعلم بفعالية في العمل الخيري حيث ساهم في تأسيس جمعية الحكمة اليمانية الخيرية التي انطلقت من محافظة تعز لتتوسع في عموم اليمن وترأس فرعها في حضرموت وكان له نشاط كبير في محاربة البدع والخرافات والانحرافات والضلالات والتبرك بالقبور والاستغاثة بالموتى وغيرها من الخرافات ، فقد كانت رسالته العلمية التي نال بها درجة الماجستير عن " القبورية في اليمن " ثم ألف عنها بعد ذلك كتاب " الكشف المبين عن حقيقة القبوريين " وكتاب آخر بعنوان " زيارة قبر هود عليه السلام وما فيها من ضلالات ومنكرات ".
حارب الشيخ أحمد بن حسن المعلم البدع والانحرافات والخرافات والقبورية في حضرموت وغيرها وله عشرات المحاضرات ومجموعة من الكتب حول هذه الانحرافات وتوضيح حكم الشرع فيها .
وللشيخ المعلم دروس وأبحاث ومقالات عديدة وله موقع في الانترنت يجمع دروسه وخطبه ومقالاته وكتبه وبيانات وقصائد وغيرها من المواد النافعة .
معرفته بالواقع ومواقفه في الأحداث
والشيخ أحمد بن حسن المعلم من العلماء العاملين بعلمهم العارفين بعصرهم الذين يتابعون الاحداث ويؤثرون فيها ، كما يقوم بدور فاعل في إطار هيئة علماء اليمن التي يشغل منصب نائب رئيسها، كما يتابع الشيخ المعلم احداث اليمن عامة وأحداث حضرموت بصفة خاصة ويصدر عنها بيانات يوضح الموقف الشرعي فيها ، فقد عرف الشيخ بدعمه لجهود الدولة في تثبيت الأمن والاستقرار، وللشيخ جهود مشكورة في محاربة الدعوات المناطقية والعنصرية ودعوات الفوضى والعنف وعدم الاستقرار وفي الدعوة للسلم الاجتماعي وحقن الدماء ، فهو يستنكر دوما الممارسات والتوجهات التي تعمق ثقافة العداء والكراهية بين أبناء الوطن الواحد .
وللشيخ قدرة كبيرة على قراءة الظواهر والأحداث وأسبابها ومن يقف وراءها ولذا نجده عند كل حدث كبير في حضرموت يصدر بيان يوضح الموقف الشرعي ويدعو الناس إليه .
أيد الشيخ ثورة الشباب السلمية في اليمن في عام 2011 ومطالبهم المشروعة ودعا لانتقال سلس للسلطة، كما أيد مشاركة السلفيين في العملية السياسية في اليمن وتشكيل أحزاب سياسية سلفية وفق شروط وضوابط ولما فيه المصلحة العامة ، بعد سنوات من شيوع خطاب سلفي يعارض الحزبية .
كما كان له مواقف قوية من مختلف الأحداث التي شهدتها اليمن خلال السنوات الماضية ..
يقول الشيخ أحمد حسن المعلم : (كثير من الناس يظنون أن في مقدور العلماء القيام بأمور كثيرة وهذا غير صحيح في ظل التغيرات التي يشهدها العالم وبلادنا جزء منه ، فقد سُلب من العلماء معظم إمكانياتهم ووسائلهم ولم يبقَ إلا وسيلة الكلمة المنطوقة أو المكتوبة التي ليس لها من وسائل الإعلام ما يبلّغها على الوجه الكامل حيث يريدون ، وهم يمارسونها ولكنها تبقى في نطاق ضيّق وكثير من الناس لا يعرف عنها شيئاً).
ويضيف : (أما أن يُطلب من العلماء قيادة المظاهرات أو تبنّي الخروج المسلّح أو نحو ذلك من الوسائل فهذا قطعاً ليس من شأن العلماء ويرون أن مفاسد ذلك ستكون أكبر بكثير من مصالحه ، وربما دفعتهم الظروف إلى شيء من ذلك لكن ليس في المنظور القريب).
جهود كبيرة ومبادرات رائعة
الشيخ المعلم نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا من علماء اليمن الأعلام الذين قدموا النصح وسعوا في الخير وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وقدموا المبادرات والجهود العلمية والخيرية والدعوية فهو يؤلف ويكتب ويخطب ويحاضر وله منتداه ونشاطاته وبياناته وجولاته الدعوية في اليمن وخارجها وفي خطبة الجمعة وفي محاضراته التي يلقيها نجد وصفات ناجعة لحل المشاكل التي تعيشها حضرموت واليمن عموما وتقديم ناصح للحلول النافعة ودعوات صادقة لأبناء حضرموت الخير وعموم أبناء اليمن إلى تفويت الفرصة على المفسدين ومؤججي الفتن .
وشيخنا المعلم من أبرز العلماء الذين يدعون دوما إلى تصحيح الوضع وإرجاع الأمور إلى نصابها واستتباب الأمن والعدل و زُهُق الباطل والظلم وسعي الجميع نحوا الإصلاح و التغيير وحث على إكمال هذه الخطوة التي تأتي في الطريق الصحيح وإكمالها بخطوات أخرى حتى يستكمل هذا البناء على أسسه الصحيحة مع ضرورة الصدق في التنفيذ وأن يكون ما فعلوه صادقاً ونابعاً من قلوبهم وضمائرهم وحرصهم على المصالح العليا لهذه الأمة .