1 ـ منابع الإرهاب هو التطرف الغلو , كان دينيا او ايدلوجية , هو فكر متطرف لعقيدة ما او توجه سياسي , يرفض الاخر , ويزداد منسوب الإرهاب قوة في حالة العنف , وينحسر في حالة التوافق على دولة المواطنة والشراكة والنظام والقانون , الدولة التي تعطي لكل الأفكار مساحة للتعبير على مشاريعها , وتضبط الجميع على مبدأ لا ضرر ولا ضرار , وتضع الجميع تحت سلطة النظام القانون العادل .
2 ـ أدوات الإرهاب متوفرة في سوق الوطن المبتلى بالفساد والطغيان والقهر , حيث يصيب أبنائه الجوع والمجاعة , والظلم وظلام العقول , فيجد الإرهاب فرصته ليتسلل لنفوس مصابة , مقهورة مريضة بالضغائن والثارات , ويجد عقول مغتصبة تطرف وغلو , ونفوس تبحث عن ما يسد رمقها من الجوع والحاجة , ومن السهل توظيفها لتنفيذ عمليات إرهابية , ل تشبع نهمها جوعا او ثارا .
3 ـ مخطى من يعتقد انه قادر اركاع مجتمع بكل أطيافه ليكن تابع مستسلم لأمر واقع بالعنف , العنف الذي يخفي في جنباته فرص الانقضاض على الآخر , التخندق في خندق عنف وعنف مضاد , لا يمكن حسبان مالاته , وقد لا يحمد عقباه .
4 ـ العنف لا يمنع الإرهاب , بل يقدم له كل مبررات البقاء والنماء , ويعطيه جرعات التنفس ليسفك مزيدا من الدماء , إذا اتفقت أدوات العنف , انحسر الإرهاب , ان اختلفوا تحركت الة الإرهاب لتصفية الحسابات .
5 ـ الإرهاب اشكال وأنواع , إرهاب ثقافي وفكري , وإرهاب جسدي ومعنوي , إرهاب ديني , وإرهاب سياسي , إرهاب تربوي وسلوكي , وإرهاب , وإرهاب سلطوي , هو إرهاب الدولة والمؤسسات الأمنية والعسكرية , هو الأشد الما و وجع , لأنه يتحرك في مساحة شرعية السلطة , وبتموين المال العام , لضرب الرأي العام , وفرض سلطة البغي والظلم العام .
لماذا يضرب الإرهاب عدن اليوم ؟
6 ـ لن يشفع لعدن كل تلك الثكنات العسكرية , والنقاط الأمنية المنتشرة في طرقات ومخارج ومداخل الاحياء وعدن , من الإرهاب , لأنها لا تخضع لمنظومة دولة , ومؤسسات مهنية , ولا تحتوي على كوادر مؤهلة ومعدة إعداد جيد لخدمة المجتمع والوطن , تعدد الولاءات , تعدد الرؤوس , تعدد القيادات , وتعدد التموين , وتعدد المشاريع , وتعدد الاجندات , والارتهان والتبعية لغير الوطن والسيادة والإرادة الوطنية , حتى وإن كان المشروع صغير وجغرافي , يخفف من ضرر الإرهاب , لكن المشروع عبثي منزوع القيم والأخلاقيات , الإنسانية والوطنية , وبالتالي بالإرهاب يعشش في بعضها , لخدمة أطراف الصراع , واجندات الخارج اللعين .
7 ـ تستعيد عدن روحها في توافق سياسي مهما كان شكله , او اتفق الناس عليه او اختلفوا ,اهم ما فيه بروز شكل الدولة , تشعر أن الحياة تتطبع تدريجيا , ان العابثين يرتعبون من ترسيخ الدولة التي قد تنشأ من ذلك التوافق , فيستعيد الريال عافيته , وتبرز حالة تعافي تدريجي للمؤسسات , وانخفاض نسبي للأسعار , وتحسن في المعيشة , تبرز حالة تفاؤل وامل من تغيير الحال لواقع افضل , وينهار كل ذلك الأمل في لحظة خلاف يهد من حالة التوافق ,بما يوحي أن من يدير هذا التوافق هو المعني بإثارة الازمة القائمة , هو من يعزز روح التوافق , وشكل الدولة المتوافق عليها على الأرض سياسيا واقتصاديا , او يهدها بمجرد مزاج يخفي حقيقة الهدف والغاية .
8 ـ إذا المعني الحقيقي في معاناتنا كمواطنين و وطن , هو التحالف الذي يدير كل تلك التوافقات , ويهدها , يدعم طرف على حساب طرف , ومشروع صغير على المشروع التوافقي , ويتخلى على كل الاستحقاقات , ويترك الأطراف تواصل الصراع , الطرف المعطل يواصل عملية التعطيل , هذا التحالف الذي صنع لنا من أدواته توفقا , واكتشف ان ليس كل تلك الأدوات قابل للتوظيف , فيها أدوات تعمل وفق مزاج وطني ومن أجل الوطن تقبل التوظيف النسبي , وأدوات تعمل وفق مزاج مصالح وانانية , تقبل العمل ضد كل ما هو طني لخدمة مصالحها , في توظيف دني لها , تصبح حجر عثرة أمام مشروع التوافق والاتفاق على دولة محترمة و وطن يستوعب كل أبنائه , وتسوية الساحة السياسية لترسيخ إرادة الناس لتحديد مصيرهم , واختيار من يقودهم بشكل ديمقراطي حر ونزيهة .
ولله في خلقه شؤون