;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

اليمن ومعارك خطف الدولة 1118

2022-11-23 00:05:33

فكرة التغيير تتخلق من رحم المعاناة، ويقودها الوعي ,ويتبناها الصادقين , المتطلعين لتغيير واقعهم والطامحين بواقع محترم , يحترم عقولهم وحقهم في الحياة بكرامة .

shape3

وعندما يشتد عود التغيير, وتبدأ تتساقط أدوات النظام الذي يراد تغييره, يدفع بحاشيته لاختطاف عملية التغيير, من السماسرة والمهرجين على قنواته في الإعلام, وبعض من الوجاهات المؤثرة ونفوذ المصالح .

ما حدث لثورتي سبتمبر وأكتوبر, وما علق بها من وساخات وقذارات تطفل عملاء الاستعمار والإقطاع في الجنوب , وعملاء الإمامة والرجعية في الشمال, وحدث ما حدث, لنصل إلى ما وصلنا إليه, بسبب تلك الآفة .

الهجوم على الوحدة اليمنية, من قبل آفات أعداء التغيير, لأنها كانت تحول مهم لخلاص من التطرف الأيدلوجي والصراع المناطقي واختطاف السلطة في الجنوب , والنفوذ القبلي والطائفي, أدوات الرجعية المسيطرة على نظام في الشمال .

كانت الجماهير في الشمال والجنوب , تتطلع لتغيير حقيقي , ولهذا أعلن حينها بالأخذ بالأفضل , وكان الأفضل في الجنوب هو بقايا النظام الإداري والمالي الذي تركه المستعمر , وما تبقى من ثقافة وارث عدن المدني والحضرمي , وهي مجرد بقايا كانت تقاوم , رغم تحديات غزو العقلية المثخنة بالعصبيات القادمة من مناطق لم تستوعب بعد المدنية , وهدفها اختطاف السلطة , وكانت مصدر الصراعات منذ أول يوم الاستقلال، تم تصفية شريك النضال من فدائي الكفاح المسلح , واستمرت عملية التصفية كل أربع سنوات, حتى أنهك الجنوب الذي لا زال قابلا للتفجير , كانت الوحدة هي تضميد إيقاف النزيف .

وما هو أفضل في الشمال هو الانفتاح على العالم , في بلد مختطف يفتقد للدولة والمؤسسات, ويدار بنفوذ قبلي وعسكري, ولوبي فساد وإفساد, وعلاقات مشبوهة مع استخبارات دولية وإقليمية, تدير البلد بوكلاء محليين (عملاء) .

من المؤسف أن النظامين لم يقبلا بالوحدة إلا هروبا من الورطة التي هم فيها , الجنوب كان قد بدأ في إصلاح سياسي واقتصادي , وجد مقاومة شديدة من القوى التي تختطف الدولة , والشمال كان منهك من عملية اختطاف دولة الحمدي الوطنية , ومثخن بالفساد ونفوذ المصالح والطوائف, وكان على وشك أن يتفجر .

شعب في الجنوب قبل الشمال كان موحدا ومتعطشا لتغيير حقيقي, متطلعين لدولة محترمة تحترم حق الآخر السياسي والاجتماعي والثقافي والديني, كل تلك الفرحة إبان الوحدة, هي فرحة شعبية يمنية, لا علاقة لها بسلطتي التوقيع على الوحدة , الذين وقعوا الوحدة بمسرحية هزلية لم يفصح عن حقيقة أحداثها, غير مشهد تمثيلي لرفع العلم, حتى إن البعض اليوم يسخر منها بتوقيع تحت نفق جولدمور , ورقة أو ورقتين .

ولهذا تفجرت حرب 1994م الكارثة واختطفت دولة الوحدة , وبقي التغيير ضرورة ملحة , وحاجة وطنية , يترسخ من خلال الهامش الديمقراطي, وكاد أن يحقق مبتغاه, لولا أصحاب المصالح والمنافقين , الذين لا زالوا يقدمون التغيير على أنه مؤامرة , ويحشدون ضده , ويساندون قوى خطف الدولة , ويعززون الكراهية والعنصرية بين الشعب اليمني .

لا زلنا في مرحلة خطف الدولة بالعنف, من قوى تتلقى الدعم الخارجي , وتتنافس بقوة على أن تكون وكيل حصري للخارج, المختلف أن اليمن اليوم من كثرة الوكلاء , قد يتجزأ كانتونات صغيرة يحكمها وكلاء أو عملاء, بين عدد من الطامعين باليمن, وينهما شعب مكلوم مقهور يتضور جوعا ومجاعة, وتفتك به الآفات, كان في الجنوب أو الشمال, هي ذات القوى التي تريد أن تعيدنا لزمن ما قبل التحرر من الاستعمار والإمامة , وبدعم الاستعمار نفسه, والإمامة نفسها, وتشكيلة من آفة المجتمع, موزعين بين مؤسسات الحشد والتحريض , والتطبيل والتزمير , ومشاهد التغرير والتبرير, ودموع التماسيح, ممن باعوا ضمائرهم ومبادئهم , بل باعوا أنفسهم للشيطان ببخس , والله المستعان .

*يمن مونيتور

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد