البرفسور عبد العزيز المقال ترجل هذا اليوم منكسر الخاطر مسكون بألم وطأته أشد من ألم الموت ذاته .
جبل من جبال اليمن تشقق وتهاوى، نجم خفت في سماء اليمن. لا شيء يعادله في الثقل الوطني والثقافي والإبداعي إلا آباء الجمهورية الكبار ..
المقالح شاعر كبير وأحد أساطين الثقافة في اليمن والعالم العربي ورائد بارز من رواد الشعر العربي الحديث وقصيدة التفعيلة .
استمد حضوره من دوره الذي مارسه منذ أوائل عقد الستينيات من القرن المنصرم من خلال إذاعة صنعاء ثائرا ومحرضا وشاعرا.. حظي بسبب هذا الدور المناهض للإمامة الكهنوتية بامتياز ونفوذ وطني سلطوي واجتماعي طوال حياته .
فقد ظل يشغل منصب رئيس جامعة صنعاء لسنوات طويلة ورأس مركز الدراسات والبحوث التابع للجامعة حتى وفاته، وهذا المركز نهض بشكل أساسي بمهمة توثيق مسيرة الثورة والجمهورية .
كما أنه تولى رئاسة المجمع اللغوي منذ تأسيسه قبل سنوات.. للأسف الشديد رحل هذا الأديب والشاعر الكبير والثائر والمناضل في توقيت شديد القتامة، فقد رأى اليمن يتهاوى مجددا وينتكس إلى عهد أشد سوء من الكهنوتية الطائفية البغيضة ..
وهو يرحمه الله يتحمل جزء من المسؤولية عن التفريط بالعهد الجمهوري الذي توزعه أساطين العهد إقطاعيات ومزايا وأورثوا أجياله اليأس والإحباط وعدم اليقين ..
رحم الله شاعر اليمن والعرب وتقبله في الصالحين .
خالص العزاء لأولاده وذويه ولمحبيه في اليمن والعالم .
إنا لله وإنا إليه راجعون .