بالأمس تم تدمير أكشاك الدخل المحدود لمعيشة الأسر المحتاجة والشباب العاطل عن العمل، في ساحة سوق الحجاز، واليوم يتم مطاردة الدراجات النارية المرخصة بعجلة ثالثة، دون أن تعلن السلطة المحلية في عدن عن قرار واضح حول ذلك، حتى تقنعنا تلك الجهات التي تقوم بهذه الأعمال إنها تنفذ توجيهات سلطة قانونية.
وتبرز عددا من الأسئلة، من يدير عدن؟
وما هي الجهة المعنية بإصدار مثل تلك القرارات؟
ومدى قانونيتها ؟
وتداعياتها على المستهدفين وعلى واقع حال عدن؟
وهل هي قرارات مبنية على دراسة ميدانية ؟
تخدم الصالح العام وعدن؟
هذه الأسئلة هي نفسها التي تسأل اليوم حول الجبايات التي تفرض بشكل مزاجي وغير قانوني , وتعكر صفو حياة الحركة التجارية , وتضيق الخناق على البيئة الاستثمارية , وانعكاساتها على الحالة المعيشية للناس .
والسؤال المهم، هل هناك مطبخ قانوني يعد مثل تلك القرارات، أم عدن تعيش عشوائية السلطة والقرار، وكلا يجتهد للمزيد من تضييق الخناق، وكلنا نعرف كيف تم اختيار مدراء المديريات والمسؤولين الأمنيين، معظمهم لا كفاءة ولا اقتدار، صنعتهم أقدار الحرب والتقاسم والسيطرة والتمكين، ووجدوا لتنفيذ أجندات أمر واقع علينا تقبله، أو يتم إدراجنا في قائمة من الاتهامات التي لا سمح الله قد تجرنا لما لا يحمد عقباه، مهما كان هدفا شريفا.
المهم هل مطلوب منا أن نتقبل هذا الفشل الواضح، الذي عجز عن إدارة المدينة، لا استطاع أن يوفر فرص عمل للشباب، ولا توزيع عادل لمفارش الأسوق للأسر الفقيرة والمحتاجين، ومعظمهم من أسر الشهداء وضحايا الحرب، الذين فقدوا معيلهم وممتلكاتهم ومصادر رزقهم، فقدوا كل ما يملكون، حتى فقدوا دولة محترمة تنصفهم، معظمهم متعفف في منزله لا يتنازل لمد يداه للفاسدين واللصوص والمتاجرين بقضاياهم العادلة، أو ينتظر أمام باب مغلق لا يفتح إلا للسماسرة والمنافقين وذوي القربى والمناصرين للحاكم وقواه العنيفة .
تكاد تكون المدينة عدن تستعيد روحها الأخاذ , من خلال التطبيع التدريجي للحياة العامة , ويبدأ كلا يأخذ نصيبه في هذه الحياة , رسم هؤلاء شباب لوحات جميلة لحركة دؤوبة , لمشاريع صغيرة تقيهم كارثة الجوع والمجاعة ومهانة الفقر والحاجة , وأنتم كما يحلو لكم خذوا الكراسي والإيرادات والجبايات , خذوا الأراضي والفلل والمولات والفنادق والمتنزهات والمسابح والسواحل , واتركوا لنا نصيبنا البسيط جدا في هذا الوطن , لا استطعتم أن تكونوا دولة مهتمة بتوفير فرص عادلة للتعليم والعمل والوظيفة , ولا تركتمونا نعيش كسائر البشر, نقتات رزقنا من فرص صغيرة , هل يراد لنا المذلة والمهانة , والله المستعان .
كل قرار لا يصدر إلا بديباجة، بعد دراسة تضع كل الاحتمالات وتضع البدائل، فهل لديكم بدائل لقرارات كهذه، وعليكم تتحملون نتائج هذا القرار، الذي سيدفع بالشباب للبحث عن مصدر رزق آخر قد لا يحمد عقباه، أو أنهم سيشكلون مقاومة تدافع عن حقهم بالعيش الكريم وفرص الحياة، والسبب عنجهية القرار .
والله على ما أقول شهيد